Table of Contents
ماهي أفضل الطرق في تنظيم الوقت والانتاجية؟
لابد وأنك أردت يوما ما تعلم مهارات جديدة تضيفها لحياتك ” طبخ، تعلم آلة موسيقية، قراءة كتب، كتابة، حرفة يدوية كالخياطة، برمجة، تصميم مواقع، تعلم لغة جديدة…” أو ممارسة رياضة وغيرها من الأنشطة الممتعة التي تعطيك شغف في الحياة وتفجر الطاقة والحماس داخلك… لكن حجتك ككل الأشخاص أن ليس لديك وقت، فالدراسة والشغل يأخذ كل وقتك، أو التأجيل وانتظار الوقت المناسب كي تبدأ وتتساءل دائما عن كيفية تنظيم الوقت والانتاجية…
دعني أخبرك يا صديقي أنه بهذه القناعة لن تتعلم أي مهارة جديدة في حياتك، وانتظارك حتى تنتهي مسؤولياتك كي تبدأ سيكون في اللحظة التي تلتقط أنفاسك الأخيرة في الحياة… هنالك دائما وقت خلال يومك لتفعل ما تحبه، ولو لدقائق…
عندما اخترت تخصص الطب، اعتقدت أنني لن أستطيع فعل شيء سوى المذاكرة، ولن استطيع تعلم أي مهارة جديدة غير الدراسة، لكن ما حدث كان العكس تماما، أكثر شيء أمتن له لاختياري هذا التخصص هو أنني أدركت قيمة الوقت، وكانت سنواتي الخمس في الجامعة الأكثر انتاجية وابداع في حياتي كلها، استطعت فيها تعلم مهارات ما كنت لأفعلها طوال العشرين سنة الماضية … ولا تتفاجأ عندما أخبرك أنني خلال يومي الأكثر انتاجية أقوم بالتأمل والدراسة والرياضة ولعب الشطرنج والعزف على الغيتار والكتابة وانتاج الفيديو والمطالعة واعطاء وقت للعائلة … في يوم واحد!
إلّا في أيام الاختبار أركز أكثر في المذاكرة…
كيف ذلك؟!!
الابداع والانتاجية يعتمد بشكل كبير على مهارتك في التعامل مع نفسك وقدرتك في الحفاظ على تركيزك خلال يومك، يعني كي تضاعف انتاجيتك يتطلب منك عمل داخلي على نفسيتك ومقدار انضباطك وفهمك لسيكولجيتك …
هذه أساليب ومفاهيم أخذت بعضها من كتب وبعضها من تجربتي الشخصية، لا أدعي أنها الأفضل على الاطلاق لكنها نجحت معي ومازلت أعمل كي أطور منها، وحتما ستساعدك …
هذه الأساليب قد تبدو بعضها بديهية لكن تطبيقها سيجعلك توفر الوسط المناسب لانتاجيتك وتعرف الخريطة التي يسير بها دماغك لزيادة الابداع …
1. -الروتين:
أغلب الناس يتذمرون من الروتين، ويصفون الحياة من خلاله بالملل، لكن أفضل شيء قد تحصل عليه لزيادة الانتاجية هو أن تكون في حياة مستقرة ويتوفر لك النظام في حياتك، لن تستطيع التركيز في شيء إذا كنت تعيش اللاستقرار في جوانب حياتك، خلق روتين صحي يجعلك تتقيد بعاداتك الجيدة ويوفر لك الوسط لتغيير العادات السيئة، وتنظيم الوقت ومسايرته حسب أولاوياتك…
تذكّر: لا يوجد تنظيم وقت وإنتاجية دون يكون لك رتين محدّد وثابت تكرّره كل مرّة
2. –التأمل:
قد تتساءل مالذي ستجنيه من البقاء لربع ساعة دون فعل شيء سوى مضيعة الوقت، لكن كما أخبرتك انتاجيتك خلال اليوم تعتمد على مقدار حفاظك على تركيزك، وأكبر عرقلة قد تتعرض هو فرط التفكير الذي سيستنزف لك كل طاقتك، والتأمل يساعدك على الهدوء والتركيز واسكات الأصوات الداخلية التي تعرقلك وتنظيم أفكارك وجلب أفكار ابداعية خلال اليوم… “سيكون لنا مقال مفصل عن التأمل فوائده وتطبيقه”
3. –أول شيء تقوم به بعد النهوض رتب فراشك:
أمر تافه!
لا ليس كذلك، الدماغ يتغذى ويتحفز بالانجازات، وقيامك بهذا العمل سيعطيك شعور أنه يمكنك خلق النظام في حياتك وأنك أيضا أنجزت شيء ولو صغير …
4. –مبدأ الدراجة الهوائية:
أثناء قيادتك لدراجة هوائية، المجهود الأكبر يكون في الانطلاقة لأنك تعطيها دفعة قوية بعدها تحافظ على توازنك بشكل آلي ويصبح السير تلقائيا، كذلك العادات أو المهارات الجديدة، خصص وقت أكبر لها في اليوم في البداية وضعها كأولوية ثم اعطها تركيز ووقت أقل مع ادراجها كعادة في يومك …
5. –لا تضع أهدافا:
شخصيا بعد سنوات من وضع الاهداف والاحباط منها، توقفت عن وضع أهداف خلال اليوم، وركزت على العملية أو النهج “process” ومقدار تقيدي وتطبيقي للعادة والمهارة خلال اليوم، إن ما تفعله خلال اليوم هو ما سيحدد مستقبلك وليس كثرة التخطيط، لهذا لا تسأل على النتائج ركز في التطبيق وستأتي النتائج تلقائيا…هذا لا يعني ألا تكون لك غاية في حياتك، لكن الفرق بين الغاية والهدف أن الهدف محدد بزمان ومكان أما الغاية فهي مقدار تطبيقك لقيمك ومبادئك في الحياة…
6. –العادات الذرية:
هذا المبدأ من كتاب العادات الذرية لجيمس كلير، هذا كتاب هو الافضل على الاطلاق في العادات أنصحك جدا بالاطلاع عليه، يعتمد هذا المبدأ على ادماج العادات بأقل نسبة من الوقت والمجهود، وهو أن تركز على المداومة عليها والانضباط ولو لخمس دقائق في اليوم، المهم أن يفهم دماغك أنك ادمجتها خلال اليوم… قد تتساءل مالذي ستفيده خمس دقائق في تعلم مهارة صعبة؟!!
لكن كما أخبرتك لا تسأل على النتائج، تراكم تطبيقك لهذه المهارة خلال أشهر هو ما سيشكل الفارق، وأهم شيء أنك ستتجاوز المقاومة الشديدة للخروج من دائرة راحتك وستصبح تطبيق هذه المهارة عادة خلال اليوم ولن تشعر بالمقاومة من تطبيقها …
تذكر: ركز على التطبيق وليس النتائج…
7. –التحفيز الداخلي:
يقع أغلب الناس في خطأ مشاهدة الفيديوات التحفيزية، هذه الفيديوات ستشعرك كم أنت عظيم ويمكنك فعل أي شيء وهذا الشعور بالذات سيعيقك على تطبيق عاداتك، لأن التحفيز الخارجي مفعوله مؤقت فقط ولا يعطيك التوقعات الحقيقة للانجاز، لهذا حاول خلق تحفيز ينبع من باطنك اتجاه عادات أنت تحب فعلها …
8. –لا تنتظر حتى يأتيك التحفيز للبدء:
هذه العادة هي مصدر التأجيل في حياتك، أنت تنتظر حتى تشعر بالتحفيز كي تبدأ، لكن التحفيز يأتي بعد بدئك في التطبيق، في غالب الأحيان ستشعر بالضيق والنفور من العمل لكن بمجرد أن تبدأ ستختفي المقاومة بالتدريج وتشعر براحة أكبر للعمل وقد يزيد التحفيز كلما انجزت أكثر خلال اليوم…
9. –مخزون الارادة:
هذا المبدأ أخذته من كتاب “قوة الارادة” أو Will power يقوم المبدأ على أن لديك مخزون يومي محدود للارادة، وكل عمل تقوم به بعد استيقاظك من النوم يستهلك من قوة ارادتك، قوة الارادة هي الدافع الذي يجعلك تقوم بأي عمل وتركز فيه… يعني أن ما تقوم به خاصة خلال بداية يومك هو ما سيشكل الفارق، يضيع أغلب الناس مخزون ارادتهم في بداية اليوم بالسوشيال ميديا أو مشاهدة التلفاز …
10. –التضحية والعمل العميق:
كي تنجز خلال اليوم عليك التضحية بالكثير من الملهيات سواء الترفيهية أو الاجتماعية، هذا المبدأ أخذته من كتاب Deep Work لكال نيوبارت ، وهو أن تعطي تركيزك كله للعمل الذي تقوم به، وخلال تطبيقي لهذا المبدأ توقفت تماما على مشاهدة المسلسلات والأفلام والمباريات وحتى ضحيت أيضا قليلا بالجانب الاجتماعي، لكن أحيانا آخذ فسحة ووقت للراحة وأتابع بعض الاعمال الشهيرة وأعود من جديد للحياة الاجتماعية…
قد تعتقد أن هذه المبادئ صارمة وعليك التضحية بالكثير، يعتمد الأمر على نظرتك للحياتك والطريقة التي تريد العيش بها ورغبتك في تحقيق غايتك وفلسفتك في الحياة …
أتمنى لك كل التوفيق والنجاح في حياتك.
أزال المؤلف هذا التعليق.