Table of Contents
كيف يبدأ الخوف؟ ولماذا لا نستطيع السيطرة عليه؟؟ لماذا تصيبنا نوبات الهلع؟؟ ولماذا نشعر بالخوف أصلا؟
1. قصّة
بعد يوم شاق قضيته في الدراسة والكتابة مقابل شاشة الحاسوب، كان أفضل خطة لإنهائه هي حصة جري طويل أنشط فيها دورتي الدموية وأتمتع بالتأمل في غروب الشمس، لبست الحذاء الرياضي الجديد وكلي فرحة لتدشينه كطفل وضع حذاءه الجديد على وسادته ليلة العيد كي لا توسخه الأرضية قبل اليوم المنشود…
بدأت بمجهود خفيف محاولا مقاومة جاذبية الحذاء وعدم النظر إليه وتجاوز الفرحة التي تغمرني وأنا أشعر أنه يجري لوحده، تابعت اتجاه الغروب وخرجت من المدينة لتجنب الضوضاء، وبعد دقائق من الجري بدأت أسمع صوت كلاب من بعيد، ترددت في التقدم وشعرت ببعض الخوف لكن قلت هي مجرد كلاب ضالة وستخاف مواجهتي، واصلت الجري حتى وصلت إلى منعطف طريق ضيق وما إن دخلت حتى احتد صوت الكلاب ورأيت من بعيد كلبا يركض نحوي…
لم أجرب يوما عضة كلب لكن يقال أنها أقوى خمسة عشر مرة من عضة الانسان والمخيف لم تكن حصة اللحم التي سيأخذها مني بقدر ما أنه قد يحمل داء الكلبة وأتحول بعد أسابيع من العضة إلى كلب، لم أفكر كثيرا وانطلقت أجري نحوه بأقصى سرعتي محاولا ضرب رجلي بقوة في الأرض كي أصدر صوتا قويا لعله يخاف مواجهتي ويهرب… لكن هيهات! ازداد هيجانا ولعابه يتساقط من لسانه الذي يتدلى خارج فمه، وعندما تأكدت أنه لن يهرب وأن العضة
محتومة ولأنها مسألة كرامة قررت عدم الهروب على الأقل سأكون تعرضت للعض بشرف وما إن فقز نحوي فاتحا فمه ضربته بركلة بحذائي الجديد في أنفه حتى آلمتني أصابع قدمي، بعدها سقط أرضا من شدة الألم وبدأ في العواء ثم هرب … ” استنتجت بعدها أن هذا الحذاء لا يصلح فقط للجري”
في طريقي للعودة لم أتوقف عن التفكير في ردة فعلي، شعرت بالاستغراب كيف تصرفت لا إراديا وكأن كيان آخر تولى القيادة عني، لقد تصرفت بأجزاء من الثانية بدأ قلبي ينبض بقوة وسرعة وتركيزي كان فقط على الكلب ومع أني كنت منهكا من الجري إلا أني شعرت بطاقة وحيوية وقوة لم أشعر بها من قبل …
2. الخوف كأهم وسيلة للبقاء
كان على أسلافنا الأولين الصيد للبقاء، لذا كانوا يتوغلون في أعماق الغابات والبراري للحصول على الفرائس وهذا جعلهم عرضة للخطر من الضوار والحيوانات الشرسة التي ستترصد بهم لذا طور جهاز بقائنا آلية ليضمن سلامتنا، تعمل هذه الآلية على تنبيهنا لأي شيء قد يصيبنا بالضرر هو الخوف، وطور أيضا آلية يستجيب من خلالها الجسم للخوف هي هرمونات الخطر أو ما تسمى بالأدرينالين، تزداد ضربات قلبك وتتوسع الأوعية الدموية في عضلاتك لتوصل الطاقة والأوكسجين بينما تتقلص في جهازك الهضمي الذي لا يحتاجه الجسم الآن للهروب، تتوسع حدقة عينك كي تستطيع التركيز والتقاط كمية أكبر من الضوء وتصبح في حالة تأهب، إنه الجانب الحيواني منك يتولى القيادة وفي أجزاء من الثانية وحتى قبل أن تدرك أنت بوعي كل العواقب يكون دماغك قد قرر المواجهة أو الهروب بناء على معطيات ورثها من تجارب أسلافك الناجين في هذه المواقف …
لقد لعبت هذه الآليات الدور الأساسي لبقائنا ومساعدتنا على التأقلم في تلك الظروف القاسية وتأقلمت أجسادنا ونفسياتنا على الاستجابة فورا دون وعي منا في مجابهة الطبيعة ومخاطرها.
بعد نشوء الحضارة قل تعرضنا لمخاطر الطبيعة وانعدمت مواجهاتنا مع الحيوانات الشرسة في حياتنا اليومية لكن بقيت هذه الآليات التي ورثناها مفعلة في نظام تفكيرنا لحمايتنا من أي شيء قد يهدد بقاءنا، ورغم التغير الجذري في حياة الانسان والتسهيلات التي طالت هذا التغير إلا أنّ غاياتنا للعيش بقيت مشابهة للانسان الأول لقمة العيش والبحث عن وسيلة لبقاء جيناتنا عبر شريك الحياة، وبقي نظام حمايتنا مرتبط ببقاء غايتنا لكن تغير شكل التهديد من إصابة أجسادنا الذي يمثل التهديد الحقيقي لبقائنا إلى الصورة التي نرسمها على أنفسنا، وأصبح التركيز على وجودنا المعنوي أهم من وجودنا المادي، تلك الصورة التي نكونها على أنفسنا منذ أن نولد والتي يحرص الأهل والمجتمع على ترسيخها في عقولنا منذ الطفولة حول من نحن في المجتمع وكيف يجب أن نفكر ونتصرف ونتعامل ونلبس ونتحدث، الصورة التي يجب أن نوصلها لغيرنا ويستجيبوا لها والتي تظهر في رغبتنا في جلب انتباه الآخرين وإبهارهم بنجاحاتنا وانجازاتنا و أجسادنا حتى أصبح بقاء هذه الصورة التي عرّفنا بها أنفسنا هو بقاءنا وزوالها زوالنا، وتفعلت آليات بقائنا لتنذرنا عن أي شيء قد يهدد فساد هذه الصورة ونصاب بخوف شديد لفقدانها من قول أو فعل أو فشل يلحق بنا…والذي يدوم ليصبح توتر دائم وترقب لخسارة أي شيء ظننا أننا نمتلكه …
3. جذور الخوف
إن جذر كل خوف يكمن في ظننا أننا نملك شيئا قد نخسره، يكمن في تعلقنا الزائد بالأشياء والأشخاص والحياة، هذا التعلق الذي يعرفنا ويربطنا بالأشياء يجعلنا نخاف فقدانها ونخاف المجهول الذي سيصاحبنا بدونها ونخاف الألم الذي سيحل بنا والمعاناة التي تنتظرنا، لأننا لم نعرف يوما ماهيتنا الحقيقية ومن نكون حقا، نحن نتشبث بالأشياء التي لم تكن يوما نحن، فقط لأنها تعطينا قيمة نعرف بها أنفسنا وذواتنا وسط هذا العالم المجهول وتصديقنا وإيماننا بها يجعلنا نرفض أي شيء قد يعاكسها أو يهدد وجودها لأن وجودها هو وجودنا نحن …
فما مصادر الخوف الرئيسية؟!! ومن أين وكيف تنشأ الصور التي نعرف بها أنفسنا؟؟ وهل يمكن أن نكون حقا نعيش في وهم باحثين عن وهم ونتوهم أننا نعيش في واقع؟!! ومادور الخوف والمشاعر في ايقاظنا من هذا الحلم ؟!!
4. اختبار نوبات الهلع والقلق المزمن
الاختبار التالي من كتاب ديفيد بيرن تم ترجمته من كتابه الشهير الذي بيعت منه ملايين النسخ “Feeling Good”.
اختبار القلق و الهلع للدكتور DAVID BURNS
أجب على الأسئلة أدناه بالنقاط التالية:
0 = لا ابدا 1 = قليلا 2 = باعتدال 3 = كثيرا
بالرجوع إلى ما اختبرته من مشاعر الأسبوع الماضي
1/ هل تشعر با قلق ، توجس ، نرفزة ، خوف ؟
2/ هل تشعر بان الاشياء حولك غريبة ، غير واقعية او مريبة ؟
3/ هل تشعر بالانفصال عن جزء من جسمك او جسمك كاملا ؟
4/ هل تهاجمك نوبات هلع مفاجئة و غير متوقعة ؟
5/ هل ياتيك شعور باقتراب نهايتك او بالموت الوشيك ؟
6/ هل تشعر بالتوتر ، الضيق الشديد و الضغط الخانق ؟
7/ هل تجد صعوبة في التركيز ؟
8/ هل تتعبك الافكار المستمرة و كثرة التفكير ، مخك يقفز من فكرة الى اخرى بدون توقف ؟
9/ هل تراودك وساوس مخيفة ، خيالات و احلام يقظة مرعبة ؟
10/ هل تشعر بانك على وشك فقدان السيطرة ؟
11/ هل تخاف من الانهيار و الجنون ؟
12/ هل تخاف من الاغماء و السقوط ؟
13/ هل تخاف من الامراض و التعرض لنوبة قلبية و من الموت ؟
14/ هل تخاف من أن تظهر غبيا أو جبانا أو غير طبيعي في أعين الناس ؟
15/ هل تخاف من البقاء وحيدا ؟ هل تخاف من الانعزال و هجر الاخرين ؟
16/ هل تخاف من الانتقادات و من عدم رضى الاخرين عنك ؟
17/ هل تخاف من ان هناك شيئ فظيع و مريع على وشك الحصول ؟
18/ هل ياتيك خفقان القلب و سرعة النبض و هل تاتيك ضربات مفاجئة زائدة و غير منتظمة ؟
19/ هل تشعر بالالم و الضغط و الضيق في صدرك ؟
20/ هل تشعر بالخدر و التنمل في اطراف يديك او رجليك ؟
21/ هل تاتيك آلام على شكل فراشات في بطنك و تشعر بعدم الراحة هناك ؟
22/ هل تعاني من الامساك او الاسهال ؟
23/ هل تعاني من الارق و صعوبة النوم ؟
24/ هل عضلاتك مشدودة و متوترة ؟
25/ هل تتعرق بدون وجود حرارة ؟
26/ هل تعاني من غصة او الم في الحلق ؟
27/ هل تعاني من الرعشة و الارتجاف؟
28/ هل تشعر بضعف الارجل و كأن ارجلك مطاطية و غير ثابتة ؟
29/ هل تشعر بالدوار و الدوخة و الشعور بعدم التوازن ؟
30/ هل تشعر بالاختناق و صعوبة التنفس ؟
31/ هل تعاني من الصداع و الم الرأس و من آلام الرقبة و الظهر ؟
32/ هل تصاب بومضات الحرارة في جسمك او تصاب بقشعريرة البرد ؟
33/ هل تشعر بالتعب و الضعف و الارهاق البدني بسهولة ؟
Total Score = مجموع النقاط
•
بامكانك معرفة نتيجة الاختبار او درجة قلقك من خلال جمع نقاط كل الاعراض مضافة مع بعضها البعض
Total Score | درجة القلق |
0 – 4 | قلق مهمل أو غير موجود |
5 – 10 | قلق محدود المدى |
11 – 20 | قلق معتدل |
21 – 30 | قلق فوق المتوسط |
31 – 50 | قلق حاد |
51 – 99 | درجة قصوى من القلق لتصل الهلع |
Comments 2