Table of Contents
01
of 07مقدّمة:
هل تعاني من كثرة التسويف والتأجيل والتسويف والمماطلة وتترك الأعمال لآخر لحظة كي تشعر بالتحفيز أو التوتّر الكاف للقيام بها؟؟ هل تدهورت النتائج في حياتك لدرجة أصبحت تشعر بالذنب والقصور والضياع وتشعر أنّك تعرقل نفسك لفعل الأشياء المهمّة حقا في حياتك، وتقول سأبدأ الآن لكنّك لا تبدأ؟؟
الحقيقة أنّ هذا ليس كما تعتقد أنّك كسول وفقط، الأمر قد يكون أعمق مما تتصوّر، وقد لا تنفع معك النصائح الاعتيادية العملية التي يروّج لها الكثيرون، كأن تحفّز نفسك باستمرار، وتضع الهاتف جانبا، وتعاقب نفسك عندما لا تقوم بالفعل… احذر هذه النصائح قد تدمّر نفسيتك أكثر لأنّها ستغذي الدائرة الخبيثة التي أنت فيها… والدليل أنّها لم تعمل معك إلى الآن…
أريدك أن تركّز معي جيدا يا صديقي لأنني أعدك أنّك لن تخرج من هذا الفيديو كما دخلته، ولا تؤجل مشاهدته فيما بعد، لأنّني سأعطيك السبب الحقيقي الذي يجعلك تؤجل وتسوّف والطريقة الفعّالة لعلاج جذور التأجيل والتسويف لديك، وأيضا سأعطيك طرق عمليّة مؤكّدة علميا لتجاوز فخ التسويف…
02
of 07ماهو التأجيل والتسويف:
يعتقد الكثيرون أنّ التسويف هو تأجيل الأعمال المهمّة حتى آخر لحظة أو تأجيلها حتى يتجاوز الموعد المحدّد لها، ويعتقدون أنّ سبب هذا هو سوء تسييرهم وتنظيمهم لوقتهم أو سوء تحديدهم للأولويات التي عليهم البدء بها، لكن الحقيقة ليس هذا هو السبب…
يقترح الباحثون أنّ التسويف هو فشل في التحكم في الذات أو ما يسمّى بالDysregulation الذي يؤدي بنا إلى التصرّف بلا عقلانية، نحن نختار المماطلة رغم علمنا أنّها قد تؤدي إلى نتائج سلبية، نعلم ما علينا القيام به تعلم أن عليك المذاكرة الآن أو الذهاب للجيم، ونعلم متى علينا القيام به لديك اختبار بعد اسبوع أو خرجت لك الكرش وعليك البدء الآن في تعديل نظامك الغذائي، ونعلم أنّه أهم شيء قد تقوم به الآن في حياتك وأنّ نتائج القيام به قد تكون سلبية جدا على حياتنا، لكنّنا لا نقوم به… هكذا فقط، وكأننا ننتقم من أنفسنا…
سأشرح لك جيّدا السبب العميق لهذا بعد قليل… لكن دعنا نتحدّث الآن عن أنواع التأجيل والتسويف وعن أثره وشخصية المؤجّل…
هناك ثلاث أنواع من التأجيل والتسويف ولاحظ كيف تخدع نفسك دائما بطرق ذكية كي تبرّر لنفسك التسويف
03
of 07أنواع التأجيل والتسويف:
النوع الأول هو القيام بها كآخر شيء: يعني تبدأ بالمهمّة السهلة أو الممتعة وتترك المهمّة الصعبة للأخير، في الظاهر لا تبدو على أساس أنّك مسوّف لأنّك تقوم بالعديد من المهام الممتعة ولن تحتاج للقيام بالعديد من المهام غير المرغوب فيها، مثلا تفتح الكرّاس للمذاكرة، وتذهب لذلك الشابيتر الذي تفهمه جيّدا تبدأ به وتشعر أنّك فهمته أكثر وتقول في نفسك آآآ أنا أتقن الدرس، لكنّك لم تعصر دماغك وتحاول استيعاب كل الموضوع… بالمناسبة لا تنس الاطلاع على كورس المذاكرة الذي أريك فيه كيف تذاكر حقا بطريقة فعّالة ولا تخدع نفسك…
النوع الثاني: هو الهروب، عوض القيام بالمهمة التي عليك فعلها، تهرب للقيام بالمهام التي تعطيك اشباع ومتعة لحظية والتي لا تحتاج للتركيز وجهد نفسي، عوض الجلوس في المكتب الآن والتركيز تفتح التيك توك أو اليوتوب بحجّة قد تجد استاذ يشرح الدرس ثم يعجبك عنوان فيديو لشخص يدخل لدار مسكونة مليئة بالجن وتنتهي حصة المذاكرة وأنت تشاهد فيديو جن يلبس أنسية بسبب وقوعه في غرامها ويحلف لهم ما يخرج منها…
النوع الثالث: وهذه طريقة عبقرية للتأجيل، هو الهوس بها، تقوم بجدول منظّم عنها تعمل قوائم وتفنن في كتابتها ورسمها بالألوان، تحلم بها وإنجازها ونتائجها، تحفّز نفسك بقوة لها وتوعد نفسك بالعقاب إذا لم تقم بها لكنّك لا ولن تقوم بها… تشتري الحذاء المناسب والشيرت المناسب للجيم وتشاهد الفيديوهات التحفيزية وكل الفيديوات التعليمية عن الجيم وتضع جدول تكتب فيه عنوان No pain no Gain للتمارين الأسبوع وتتخيّل جسمك كالمودلز وأصحاب كمال الأجسام، لكنك تذهب للحمام بعدها وتعود للاستلقاء في الفراش ومشاهدة فيديو الجن…
04
of 07النتائج المترتبة على التأجيل والتسويف في حياتك:
وطبعا النتائج المترتّبة عن التأجيل والتسويف تسبب لك أزمة كبيرة في حياتك، تصبح نتائجك في أي شيء ضعيفة جدا بسبب الوقت القليل لأنّك تعمل في آخر لحظة وتحت ضغط شديد، وهذا سيؤثر بشكل كبير على شخصيتك ونفسيّتك لأنّ ستعاقب نفسك بشدّة وتقتل نفسك بخطابات سلبية وتنظر لنفسك على أساس أنّك كسول وضعيف ولا تستطيع الاعتماد على نفسك ولا تستحق الاحترام وهذا سيؤدي بك إلى الاحساس بمزيج من مشاعر الخوف والذنب والخزي وكره الذات، وخمّن ماذا أيضا التأجيل والتسويف يجعل الأشخاص يشعرون بضغط شديد لكنّهم يصبّون كلّ غضبهم على المحيطين بهم وعلى الأحداث، يشعرون بالاستياء: من عدم مساعدتهم بما فيه الكفاية، لعدم السماح لهم بالتأخر واعطائهم الوقت الكاف للعمل مع أنّهم يعلمون أنّ الوقت كان كافيا، يشعرون بالاستياء أيضا لوضع الحدود معهم ورفض قبول حججهم الواهية
يعني يبدأ هؤلاء الاشخاص في القيام بالفعل لآخر لحظة لكنّهم يتوقعوم من كل الأشخاص أن يساعدوهم في هذه المحنة ويستاؤون بشدة من توقف الناس على مساعدتهم بسبب المشكل الذي خلقوه هم، فيخلقون مشاكل مع الناس المحيطة بهم…
وهذا يؤدي بهم للشعور بالاستياء أكثر من أنفسهم والشعور بالعجز وأنّه لا يمكن الاعتماد عليهم ولا أحد يقدّرهم.. وهذه المشاعر من الألم والذنب والخزي تمنعهم من التركيز في المهمّة التي بعدها لأنّها ستشغل حيّز كبير من دماغهم، فيغرقون أكثر في الدائرة السلبية والخبيثة التي سيشعرون أنّهم عالقين فيها…
لكن السؤال هنا كيف وجدوا أنفسهم أصلا في هذه الدائرة؟؟ لماذا لا ينهضون ويركزون فقط في المهمّة التي أمامهم؟ لماذا تسوّف دائما وتعرقل نفسك على فعل الأشياء المهمّة في حياتك؟؟
ربّما قد يكون السبب أذكى من كونهم فقط كسالى وغير مسؤولين…
05
of 07الأسباب الحقيقية النفسية للتأجيل والتسويف:
إليك السبب الحقيقي للتسويف: يقوم الناس بالممطالة لأن رغبتهم في التأجيل والتسويف تكون قوية بشكل غير عقلاني من رغبتهم في القيام بالمهمة، يعني أنّ المسوّف يحسّ بمشاعر تحفيز قويّة جدا لإلهاء نفسه ومشاعر نفور أقوى اتجاه المهمّة التي يجب القيام بها، وكأنّه يشعر في داخله برغبة قويّة جدا للهرب، صوت قوي داخله يخبره، شيء سيّء سيحدث الآن أنت أجّل الأمر لوقت آخر وستقوم به… لكن من أين أتى هذا الصوت ولماذا يحس بهذه المشاعر؟؟
من خلال شيء اسمه الصدمة المعقّدة: التأجيل والتسويف هو ميكانيزم للهروب للأشخاص المصابين بالصدمة أو الذين تعرّضوا لصدمات نفسية، الطريقة والميكانيزم الذي يتعاملون به مع الخطر هي الهروب والتجنّب… التأجيل والتسويف هو طريقة جسمهم للاستجابة عندما يكون تحت توتّر أكثر مما هو عليه…
يعني أنّ الأشخاص المسوّفين تعرّضوا لصدمات نفسية “سأخبركم بعد قليل ماهي” جعلت أدمغتهم تحسّ بتوتّر دائم وضغط دائم، والطريقة التي تأقلم دماغهم للتعامل بها وحماية هذا الطفل هي الهروب، كلّما شعر دماغهم بتوتّر ولو قليل على الطبيعي يميل إلى الهرب، ويظهر لهم في شكل احساس بنفور شديد وضغط شديد من ذلك الفعل فيميلون للامساك بأول شيء أمامهم كي يلهيهم عن مشاعر التوتّر التي أحسّوا بها ويقولون في أنفسهم سأفعل هذا لكن ليس الآن، حتى تذهب غمرة المشاعر هذه، لا أستطيع أن أتألم أكثر الآن… تماما مثل الطفل عندما يتعرّض للألم ثم تلهيه فجأة بشيء جديد يمسكه في يديه سيسكت وينسى الألم…
قد يقول لي البعض لكن كيف يمكن أن تؤثر الصدمات لهذه الدرجة وقد مرّ عليها زمن كبير
يمكن للصدمات أن تغيّر بنية دماغ الطفل بشكل حرفي، وفي هذه الحالة للتسويف تعمل مع نظام الدوبامين في الدماغ، الأشخاص المسوّفين تكون لديهم مستويات الدوبامين منخفضة على المستوى القاعدي والطبيعي…
من المهم جدا أن نفهم أن الدماغ يستعمل هذه الاستراتيجي في التأجيل والتسويف كوسيلة لحماية الطفل، لذا عوض أن ننتقد ونرى أنفسنا بدونية بسبب تأجيلنا ونحاول حلّها من خلال فرض النظام على أنفسنا وتحفيز أنفسنا، أمثل طريقة للتعامل معها هو من خلال محاولة فهم دماغنا ولماذا يحاول حماية هذا الطفل، نراها من خلال التعاطف والفضول
علينا أن نفهم أيضا هذا الجزء في الدماغ الذي يحاول حماية الطفل بأنّه يتصرف من خلال اللاوعي من دون علم الشخص، ومن خلال هذا إذا أردنا أن ندخل للاوعي هو أن نعود ونحاول فهم مالذي مرّ به الطفل من تجارب جعلتهم يرون التأجيل والتسويف كأفضل حل، ماذا كانت مخاوفهم؟؟ وماذا كانت دوافعهم ومحفّزاتهم…
لكن ماهي هذه الأسباب التي أدّت بالطفل إلى الوقوع في الصدمة؟؟
عليّ أن أنوّه الآن على مفهوم الصدمة، عندما أقول صدمة لا تتخيّل أن الشخص تعرّض لحادث مرور أو حادث شنيع وفقط، قد تكون الصدمة تعرّض الطفل لسلوكات متكررة ومزمنة تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على نفسيته مثل الإهمال والتنمّر وعدم تلبية احتياجاته وغيرها… سأتحدّث لكم بالتفصيل عن صدمات الطفولة وأثرها على نفسيات الانسان في فيديو قادم…
أوّل الأسباب التي أدت إلى خلق الأشخاص المسوّفين هو: غمرة المشاعر: يشعر الطفل بمشاعر قويّة جدا وضغط شديد وبسبب أنّه طفل لم يكن لديه الوسائل الكافية للتعامل معها، غمرة المشاعر هذه قد تكون بسبب غياب الوسائل الكافية، يعني طلب منه تعلّم شيء ما لكن لم يجد من يساعده في هذا، كأن تطلب منه المذاكرة وهو لا يعرف كيف يذاكر ثم يحاسب ويعاقب على عدم اتقانه للشيء، وقد تكون بسبب أنّ الخطر كان يحيط به في كل مكان لدرجة من الصعب جدا التركيز وعيش اللحظة لأنّه وجد نفسه وسط عائلة سامّة القوي يأكل الضعيف والعنف هو لغة الحوار الأولى بينهم لا يسطيع التركيز مع كل الصراخ والتهديدات التي يسمعها بشكل متكرر، وقد تكون غمرة المشاعر بسبب العشوائية التي كان يعيشها في البيت وقلّة النظام لدرجة أصبح هذا الطبيعي بالنسبة له وكلّما أراد فعل شيء يحتاج التركيز يشعر بمشاعر قوية لأنّ عليه ترتيب حياته كلّها من جديد
السبب الآخر للصدمة المعقدة التي أدت لبروز التسويف هو النقد المستمرّ الذي يتعرّض له الطفل وعدم السماح له بالخطأ للتعلّم لأنّه يعاقب على أي خطأ يرتكبه، أذكر عندما كنا ندرس في الابتدائي والمتوسط، كان المعلّمون والأساتذة عندما يعطونا تمرين أو واجب يعاقبونا إذا أخطأنا بالضرب أو السخرية أمام الجميع “كلمة بيدون التي كان يكرّرها المعلّمون إلى الآن تزن في أذني هههه” لكن عندما وصلنا للثانوي خفّ كثيرا الضرب لكن ليس بسبب أنّنا أصبحنا نحلّ التمارين بشكل صحيح لأنّ الأستاذ يخاف أن تردّ له الضربة بضربتين وتدافع على نفسك، هذا سيجعل الطفل يخاف من طلب المساعدة لأنّه سيتعرّض لنقد شديد أو سخرية، أو يخاف من الفشل لأنّ الفشل سيترتب عنه عقاب أو التعرّض للتنمر، أو سيعمل على القيام بشيء بمثالية أو الPerfectionism وهو الناتج عن الأبوين شديدي النقد اللذين لا يعجبهما العجب ولا يشجعان على السعي بل يحاسبانه على النتيجة فقط، وقد يكون بسبب النقد الداخلي القوي لأنّه تمّ انتقادك بقوّة بسبب أخذك لاستراحة وعدم عملك بشكل دائم، هذا سيربط العمل بالنسبة لك بالألم والتعب والاجهاد الكبير والضغط
وقد يكون أيضا سبب الصدمات من عدم النضج الناتج عن الطفل المدلّل الذي لم يعلّمه والديه أن يتحمّل مسؤولية حياته وكانوا دائما يتحملّون مسؤوليته عليه ويقومون بكل أعماله بدلا منه لعدّة أسباب برّروا بها هذا لأنفسهم، يكبر الطفل وهو يشعر أنّه غير مسؤول، بل وحتى قد يسعى بعض الأشخاص أن يراهم الجميع بأنّهم مازالوا أطفالا ويبحثون على الانتباه والتمرّد من خلال ترك الأمور المهمّة لآخر لحظة كي تحدث أزمة ويلاحظهم الجميع…
وأيضا أحد علامات غير النضج للشخص هو سعيهم الدائم للاشباع اللحظي، يفعلون فقط ما يعجبهم وما يليق بهم وهذا ما قد يؤدي بهم إلى اللجوء إلى الادمانات التي ستزيد الطين بلّة…
هذه هي أغلب الاسباب التي قد تؤدي للصدمة المعقّدة وتخلق رد فعل الهروب للدماغ الذي يؤدي إلى التسويف المزمن…
06
of 07العلاج النهائي للتسويف والتأجيل:
الآن السؤال المهم كيف نعالج بشكل جذري مشكل التسويف الدائم لدينا؟؟
كما قلت قبل قليل الحلول العملية لوحدها قد لا تنفع مع الأشخاص الذين يعانون من التأجيل والتسويف المزمن القوي، والحلول مثل عاقب نفسك وتأنيب الضمير والتحفيز لا تنفع أبدا بل تزيد الطين بلّة، أنت بهذا تزيد غمرة المشاعر التي هي أحد أهم الأسباب التي تؤدي بك إلى التأجيل والتسويف
العلاج الحقيقي يبدأ بالعمل مباشرة على السبب الرئيسي للتأجيل الذي هو غمرة المشاعر القويّة التي تصيبك عندما تنو البدء في العمل ويكون هذا من خلال فهم دماغك ولماذا هو يحاول الهرب دائما والغوص في جذر هذه المشاعر للبحث في الطفولة والأسباب التي أدّت بك أنت شخصيّا للوصول إلى هذه النقطة
الآن سنتحدّث كيف نعالج هذه المشاعر ثم أعطيك خطوات عملية تستعملها بينما تعالج هذه المشاعر
سنبدأ بغمرة المشاعر التي تحسّها:
في البداية عليك أن تغيّر نظرتك للتأجيل والمشاعر القوية التي تأتيك بسببه، عليك أن تغيّر علاقتك معها، أنت تراها كشيء يدمّر حياتك، وتقاومها بشدّة ومقاومتك هذه لها ستزيد شدّتها أكثر، عليك أن تراها على حقيقتها، هي مشاعر تريد حمايتك فقط، سواءا أردت هذا أم لا فهي ميكانزم دفاعي يريد حماية ذلك الطفل الذي بداخلك، تعامل معها على هذا الأساس، تعامل على أساس أنّها بودي غارد يريد أن يحبسك لأنّه يرى أنّك قد تتعرّض لخطر عند الخروج من البيت، وخاطبها على هذا الأساس، أنظر إليها على أساس أنّه ميكانيزم لديك يمنعك من التهوّر أيضا واتخاذ قرارات عشوائية سريعة ويريدك أن تتريّث قبل أي فعل تقوم به كي تفكّر به جيّدا…
بعدها عالج جروح الطفل والذكريات وغيّر نظرتك إليها سأريك كيف:
- فكّر في أوّل ذكرياتك في الطفولة عندما بدأت التأجيل والتسويف، الذكرى الأولى التي تذكر فيها بدأت عادة التأجيل والتسويف
- اسأل مالذي كنت تفكّر فيه كطفل عندما كنت تماطل، في الغالب ستجد نوع من الخوف
- لاحظ المشاعر في جسدك التي تصاحب تذكّرك لهذه الذكريات في الغالب يشعر الناس بتوتّر في البطن أو في الرقبة أو في الأرجل
- مالذي كان ذلك الطفل يحتاجه في تلك الفترة؟ هذه مهمّة جدا: وسائل، تشجيع، شخص يساعدهم أو يعلّمهم، شخص لا ينتقدهم؟
- أعط الراحة والأمان لذلك الطفل ولاحظ مالذي تحتاجه لتوفّر لذلك الطفل احتياجاته
- ربما قد تحتاج إلى معالج نفسي كي يساعدك في التعامل مع هذا
سنمرّ الآن إلى الخطوات العملية: - أوّل شيء والذي أركّز عليه دائما وتصلح مع كل شيء، لا تنتظر أن يأتيك التحفيز لتبدأ، ابدأ وسيأتيك التحفيز، التحفيز يتبع الفعل وليس العكس، مجرّد أن تبدأ وتمرّ دقيقتين أو ثلاث من التركيز في العمل ستلاحظ أنّ مشاعر المقاومة الكبيرة تلك ستختفي استعمل تقنية العد للبدء احسب ثلاثة اثنان واحد وابدأ…
- إذا كانت المقاومة شديدة جدا، عليك أن تجد فعلا مجهدا نفسيا أكثر من الفعل الذي تحتاج القيام به، أعطيك مثالا: الاستحمام بالماء البارد يزيد افراز الدوبامين ب2.5 مرة، تلك الصعقة من الماء البارد ستكسر الحاجز النفسي الذي يعيقك للبدء جرّبها وادعيلي، أو أعطيك تقنية سحرية أكثر من الأولى لكنّها صعبة، عندما تشعر بمقاومة شديدة وقلّة تركيز، اجلس في غرفة وظهرك مستقيم ثم ضع قربك منبّه لمدّة عشر دقايق وتوقف ساكنا بدون أي حركة وراقب فقط مالذي تفكرّ فيه دون أن تقاومه، لمدة عشر دقائق أو الأفضل ربع ساعة أنا أقوم بربع ساعة…هذا نوع من التأمل يعمل على أن تترك Default mode network في الدماغ ويسمى بالقرد تتركه يصرخ كما يشاء حتى يتعب ثم ترجع للتركيز، تحدّثت عن هذا بالتفصيل وفوائده في فيديو لماذا يجب أن تتأمل وهو فيديو مهم جدا أنصحك بمشاهدته… الفعل الذي سيكون مفيد أيضا إذا كان هذا النوع من التأمل صعب جدا عليك هو أن تقوم وتتوضأ وتصلي ركعتين ستساعدك أن تفصل نفسك عن الحاجز النفسي الذي تحسّه…
- اخلق بيئة مملّة جدا، دماغك يا صديقي يتغذى على المشتتات، جرّب أن تطفئ هاتفك وتضعه في غرفة أخرى، وتفرغ كامل الغرفة من كل المشتتات وتضع فقط ما تحتاجه للعمل واجلس أمامهم وانظر إليهم، سيصبح ملل الجلوس أكثر من ملل العمل وتبدأ في العمل لأنّ دماغك سيحميك من الملل من خلال العمل
- عندما تؤجّل، اوع لتلك المشاعر واحسها دون أن تقومها أو تشعر بالاستياء اتجاهها، واعترف بالأمر أمام نفسك لقد تركت المهمّة الآن وأنا أتابع السوشيال ميديا، أو استعمل الهاتف بدل الدراسة، أشاهد المسلسل بدل الخروج لممارسة الرياضة… الوعي وحده يعالج المشاعر، جرّب أن تتأقلم مع المشاعر لأنّها لن تختفي تمام من حياتك، إذا كان هكذا فالأفضل أن تصادقها بل سيكون من الأحسن أن تحسن ضيافتها، لأنّ كلما جلست مع المشاعر أكثر واستضفتها ستقلّ حدّتها…
- الشيء الذي يزعجك جدا هو الهدف الكبير الذي تضعه، الأهداف تغمرك بالمشاعر يا صديقي، توقّف عن وضع الأهداف وركز على السعي، يعني مثلا عوض القول اليوم يجب أن أتم عشر دروس، قل اليوم سأركز في الدراسة، لأنّ عشر دروس ستكون ثقيلة جدا على الدماغ… وعلى هذا يجب عليك تقسيم العمل إلى العديد من الأعمال الصغيرة وكل ما تنجز مهمّة صغيرة كافئ نفسك…
- كل الضفدع في البداية: يعني أنّ عليك أن تبدأ بالفعل الصعب وتبدأ به مع بداية اليوم عندما تكون قوة إرادتك في أعلاها…
- شيء آخر مهم اللوازم وهي تشوّه معرفي يشوّه لك الواقع، في الكثير من الأحيان أنت تكره الشيء فقط لأنّك تراه يجب ولازم عليك القيام به، خاطب نفسك هل هو لازم حقا أن تقوم به، ستقول لي نعم لأنّ نتائجه ستكون سيئة علّي، سندخل في موضوع فلسفي سأشرح لك فيه أنّ لا تحتاج منك الحياة حقا سوى أن تتنفس وتشرب الماء وتتناول القليل من الطعام هذه هي اللوازم الحقيقية… سنتحدّث عنها في موضوع آخر… المهم غيّر كلمة يجب أو لازم بكلمة من الأفضل أن أقوم بالمهمة الآن، وحاول أن تحسّ فعلا أنّه من الأفضل القيام عوض وجوبها، صدّقني ستعمل معك كالسحر ستختفي مشاعر الحنقة أو تخف كثيرا…
تذكّر قد يكون التأجيل والتسويف لديك متجذّر لذا تسامح مع نفسك وتعاطف معها، واعط لنفسك فسحة للتعافي من مشاعر المقاومة الكبيرة التي تحسّها… وإذا وصلت لمشاهدة هذه الكلمات التي أقولها الآن أنا متأكّد أنّه يمكنك حقا فعلها يا صديقي… خالص تمنيّاتي لك بالتوفيق… اترك لي في التعليقات أي أسباب عانيت منها وأي العلاجات تراه يتناسب مع حالتك وأيها نجحت معك