سؤال مهم جدا للتفكر:
لماذا نفكّر؟ كيف أصبحنا نتفلسف؟ولماذا نتفلسف أصلا؟ لماذا لدينا هذا الشغف نحو الفهم؟
أحد أكثر الاشياء التي تقتل التفلسف والتفكر هي العادة والمألوف، لأنّ التفلسف يبنى على الملاحظة والاستغراب والتعجّب والألفة هي المضاد لهذه المفاهيم...
لماذا نحن دون باق الكائنات نفكّر ونتفلسف ونعرف ونعي أنّنا نفكّر؟
لنتفق مبدئيا ان البقاء و الاستمرار هو مايحدد طبيعة و مسار تطور الكائنات الحية منذ ظهور الخلية الأولى و لنتفق أيضا أن التطور الحاصل للكائنات الحية غير المنقرضة على مدار ملايين السنين هو تطور عشوائي بإستثناء شرط وحيد و هو انه يجب أن يخدم فكرة البقاء بطريقة ما، و لنتفق أيضا على أنه من بين الآليات المتطورة لدى بعض الكائنات الحية هي القدرة على فهم و ادراك الواقع كما هو لأن فهم الواقع كما هو يعتبر الخطوة التي تسبق التعامل مع الواقع كما يجب لأجل البقاء و هذا ما يسمى بغريزة البقاء، و منه نستنتج ان فهم الواقع + غريزة البقاء هي آليات تطورية تخدم البقاء لهذا ظهرت في كثير من الكائنات و خاصة الثديات و فهم الواقع كما هو يتم من خلال الحواس الخمسة زائد القدرة على تحليلها منطقيا (أي واقعيا) على مستوى القشرة المخية أساسا، و منه فإن زيادة حجم القشرة المخية عن طريق التطور هو آلية تطورية بحتة و لا عجب حينها في أن نرى احد الكائنات الحية قد نجح في تطوير قشرته المخية حتى اصبحت تمثل مايقارب 40% من كتلة الدماغ و نتيجة لذلك اصبح إستيعاب الواقع أعمق بكثير من مجرد الرصد الصحيح للواقع بل أصبح تفكر و تفلسف و إستيعاب لذواتنا أيضا و أننا نفكر
إجابة مؤسسة جدا علميا...
سؤالي هنا إذا كان ادراكنا وتميّزنا عن باق الكائنات يتعلّق بال 40% الزائدة للقشرة الدماغية... هل يمكن أن نقول أنّنا ال40% هذه فقط، مادام نعرّف أنفسنا بادراكنا، يعني أنني أنا ما أعتقد أنني أنا وهي القشرة الدماغية الزائدة...
كي أبسّط فكرتي أكثر، هل إذا قمنا بنزع كل شيء منك وبطريقة معيّنة تركنا ال40 % هذه من القشرة الدماغية تعمل، هل ستبقى ياسين المفكّر الذي يعتبر نفسه مميّز على باق الكائنات؟
نحن مزيج بين الذكاء و العواطف و الغرائز و الحواس والذكريات و الطباع نحن كائنات مركبة،
