ماذا لو كنّا الآن داخل عالم يتلاعب بمشاعرنا ويعطينا المشاعر الايجابية فقط في الاشياء التي لن تسمح لنا بالتحقق من ورائه ويظهر لنا المشاعر المخيفة والمؤلمة للأشياء التي تكشف حقيقته، ماذا لو كانت الاجابات الحقيقية التي سنحصل عليها تكون من خلال المرور على المشاعر القوية المؤلمة ومواجهة الخوف والألم والعجز...
هل تساءلت يوما أن تبحث في الاشياء التي حذّرك الجميع من البحث فيها... أن تتعامل مع الشخص الذي ينبذه الجميع، أن تذهب للمكان الذي تشعر بخوف شديد منه ويحذّرك الجميع منه؟؟
هل واجهت يوما أحد مخاوفك الكبرى وقرّرت أن تبحث عن الإجابات من وراء هذا الخوف...
هل تحلّيت يوما بالشجاعة لكسر علاقة سامّة تأخذ كل طاقتك وتدمّر حياتك؟؟
هل فكّرت أنّه ربما الوحدة والشعور بألم الوحدة أفضل لك من الوجود مع أشخاص سطحيين لا يشبهونك ويستغلّونك فقط لأنّك لا تجد بديل لهم...
هل بحثت يوما في المنهج الديني أو الفلسفي أو العقيدي أو النظرية التي تعتبر الرعب والكفر والغباء والنفور والجهل بالنسبة لك وما يؤمن به الجميع حولك؟؟
هل تساءلت يوما أنّه كل يؤمن به من محيطك وعائلتك ومجتمعك وبلدك وحتى العالم خاطئ وغير صحيح وأنّهم مضللين، وأنّ عليك أن تضع جانبا كل الاجابات والمفاهيم والحكايات التي أخبرك عنها الجميع وتذهب أنت للغابة وتدخل للكهف المظلم وتتحقّق بنفسك من الإجابات؟
هل تساءلت يوما أن الصوت الداخلي الذي تسمعه دائما ويخبرك بالصحيح والخاطئ والمخيف والمذل والمحزن والمؤلم والمذهل والمألوف، هو صوت خادع وشيطان يمنعك من معرفة الحقيقة واكتشاف حقيقة هذا العالم؟
دعني أخبرك يا صديقي أنّ هذا ما يحصل لك فعلا الآن
بمقدور كل واحد منا تجاوز الذات و الأنا و الإنتماء، بمقدور كل واحد فينا كسر ذلك الجدار الحديدي الذي طوقنا به مجتمعنا و اسرتنا و معلمنا و قدوتنا منذ نعومة أظفارنا فأضحينا نستميت للدفاع عن هذه الجدران و نوهم انفسنا بأنها تمثل الأخلاق و الفضيلة و النظام و الصواب ، لكن الاغلبية الساحقة لا يفعلون ذلك، الأغلبية الساحقة لا يجرؤون على الاقتراب من الاسوار، الاغلبية لا يخطر على بالهم الاقتراب اصلا من الأسوار و الأقلية النادرة فقط هي من تقفز في المجهول مدفوعة بالرغبة في الحرية و إستكشاف المجهول و التعطش للسعي نحو الحقيقة، و يكون الواحد منهم محظوظا عندما يتقاطع طريقه مع آخرين يشتركون معه في كسر بعض الجدران لأنهم نادرون و ماأندرهم