Table of Contents
في هذا المقال الدسم سنتحدّث عن ادمان العادة السريّة والافلام الاباحية وكيف تتخلّص نهائيا من هذه العادة المدمّرة
1. مقدّمة :
طفل ذو ست سنوات يعتدي جنسيا على أخيه ذو الاربع سنوات
صُدمت الشرطة من السبب بعد اجراء التحقيقات
في البداية ظنّت الشرطة أن الطفل البالغ من العمر ست سنوات قد تم الاعتداء عليه جنسيا من طرف بالغين وهو كرّر وقلّد ما فعلوا له لأخيه الأصغر، لكن بعد الفحص والتحقيق لم يجدوا أي أثر لهذا، وبعد مراقبته وتفتيش أغراضه والآيباد الخاص به، وجدوا أن الطفل يشاهد أفلام كرتون ياباني جنسي وإباحي وفيه مشاهد للعادة السريّة وقلّد كلما شاهده على أخيه الاصغر…
سنضع جانبا كل الحواجز والحدود الاجتماعية لأن علينا أن نكون منفتحين وصريحين، هذا المقال سيكون كورس شامل ودليل عملي فريد ومميّز وحصري…
أنت لوحدك أخيرا، تشعر بضيق شديد وتتزايد نبضات قلبك وكأنك تختنق، ترتعش يداك، وتفقد الشعور بأي شيء، وكأنّك مسجون في زنزانة ضيقة جيدا، تشعر أن الدنيا ستعصرك وتخنقك، وهناك حل وحيد وأكيد لهذا، تلجأ للخلوة وتفتح هاتفك لتشاهد الافلام الاباحية وتمارس العادة السريّة…
تتصفح طويلا الموقع، بحثا عن الفيديو الذي سيشفي غليلك، فجأة ينير ضوء بداخلك وتشعر باسترخاء قليلا لهذه الصورة، تفتح الفيديو لتشاهد، لكنك ما تلبث تنهيه حتى تبدأ في التصفح من جديد، ليس هذا ولا هذا ولا هذا تفتح هذا تشاهده قليلا ثم تمر للتالي ثم الى التالي والذي يليه… حتى تشعر أخيرا بالتنفيس ويعود لك شعور أنّك طبيعي من جديد وتستفيق أخيرا وتلاحظ مالذي فعلته فتشعر بتأنيب كبير ويخزيك الشعور بالعار. .. وتحلف وتقطع ألف وعد ووعد على نفسك ألا تعيد الكرّة من جديد…
ستعيد الكرة مرة ثانية وثالثة ورابعة وعاشرة ومئة، لكن في كل مرة تفتح الموقع تشعر أنّك تعوّدت عليه لم تعد الفيديوهات المعتادة والعادية محفّزة لك، تبحث عن شيء جديد، شيء لم تره من قبل، شيء غريب قليلا، تجده… تستمر في هذه العملية حتى تستفيق لتجد نفسك تشاهد أشياء مقززة وعفنة وتنافي بشدة اخلاقك وقيمك… فتشعر بالغضب من نفسك والعار والخزي، هذا لست أنا… لكنك تشعر أن الوحش الذي بداخلك قد أحكم السيطرة عليك، وتشعر كم أنت ضعيييييف وبدون حيلة أمامه … ويسحبك له بقوة ويحكم قبضته عليك أكثر في كل محاولة تحاول الهروب فيها … وستعود من جديد
لا بد وانّك تستغرب، كيف أنني أصف لك بالضبط وبدقة ما تفعله رغم أننا لم نلتق يوما… لأنني ببساطة كنت هناك في مرحلة ما من حياتي،
كنت صغيرا جدا عندما شاهدت أول فيلم اباحي، فتحت صالة انترنت بقربنا واخذني صديق الى هناك، لازلت أذكر ذلك الشعور، خفق قلبي بقوة وشعرت بالخوف والتقزز ومرّت عليّ تلك الصورة كالصدمة… كان عمري عشر سنوات، لكنني عدت بعد ثلاث سنوات لمشاهدتها وأدمنتها طويلا في فترة المراهقة، والآن أنا أحكي لك قصة تعافي مدتها أكثر من سبع سنوات… كيف فعلتها؟؟
2. مالذي ستتوقعه من هذا المقال الطويل؟
أعدك أنّك لن تخرج من هذا المقال كما دخلته، سأخبرك السبب الحقيقي والفعلي لإدمانك العادة السريّة والأفلام الاباحية، السبب ليس كما تعتقد لأنّك ضعيف أو قليل إيمان أو لأنّك مهووس جنس، السبب الحقيقي أكثر عمقا بكثيرا، وسأعطيك استراتيجيات فعاّلة مدعومة علميا وجربتها بنفسي جعلتني أتعافى كليا وأتجاوز الاكتئاب الذي أصابني، والخطوات والأسرار العملية التي ستتبعها حرفيا كي تتغلّب على هذا الوحش….
3. ادمان الأفلام الاباحية والعادة السريّة:
لن تعرف معنى الادمان حتى تجرّب الاقلاع عن العادة التي تدمن عليها، يظن الكثير ممن يمارسون العادة السريّة والافلام الاباحية في البداية أنّهم يستطيعون الاقلاع عن هذه العادة بسهولة عندما يريدون ذلك، لكنّهم يصطدمون بالواقع…
تشير الاحصائيات أنّ حوالي 98 بالمئة من الرجال و80 بالمئة من النساء مارسوا العادة السريّة على الأقل مرة في حياتهم، في الولايات المتحدة الامريكية لوحدها يعاني حوالي ربع مليون شخص من ادمان حاد على الافلام الاباحية ويبدأ التعرض لهذا المخدر من سن مبكر في الطفولة أي من 11 سنة…
تخيّل أن تكون من 2بالمئة من الرجال الذين لا يشاهدون الاباحية ؟؟
وتظهر أعراض هذا الادمان في فقدان السيطرة على السلوك والخيالات الجنسية المتكررة والقهرية واستهلاك وقت طويل في هذه العادة مما يحدّه عن واجباته اليومية ويؤثر بشكل فعلي على حياته الاجتماعية والعملية وتصل الى الاكتئاب الحاد والاحباط والشعور المستمر بالعار …
4. مخاطر الأفلام الاباحية والعادة السريّة:
تشير الدراسات إلى أن إدمان الاباحية يؤدي إلى العديد من الادمانات الأخرى كالكحول والقمار والمخدرات، كما بيّنت التجارب أن الهامستر الذين توفر لهم الجنس بشدة كانوا أكثر قابلية لإدمان الاومفيتامين من العذارى، الشيء الخطير جدا أن العلماء وجدوا أن الدماغ يتعامل مع الجنس والإباحية كما يتعامل بالضبط مع ادمان المخدرات، للأمر علاقة بهرمون الدوبامين الذي تحدثت عنه بالتفصيل في هذا الفيديو عليك الاطلاع عليه يا صديقي، الدوبامين هو هرمون التحفيز والبحث عن السعادة والهرمون الأولي المسؤول عن الادمان، سأخبرك بعد قليل أهم الأسباب التي جعلتك عالق في الاباحية، تؤثر المستويات غير المتوازنة من الدوبامين بسبب الاباحية والعادة السريّة في العلاقات خاصة الحميمية والزوجية، حيث لوحظ على مدمني الاباحية، أنّ لديهم قابلية للتصرف بأنانية وعشوائية والبحث عن المتع اللحظية الطبيعية كالجنس والجنس العرضي والخيانة والبحث عن شريك جديد، كما لوحظ أكثر قابليتهم للإدمانات الأخرى كالتدخين والمخدرات وادمان الأكل والقمار والرغبة الملّحة لكل شيء جديد…
في دراسة سنة 2007 بيّنت أن التعرّض لصور نساء عاريات يمكن أن يسبب انتقاص الرجل ليس فقط لجاذبية زوجته بل أيضا لذكائها ولطافتها، ودراسات أخرى بيّنت أن الرجال الذين يشاهدون الأفلام الاباحية لا يؤمنون بالوفاء في العلاقات ويعتقدون أن النساء يفضّلن الجنس القاس وأنّ الجنس مع زوجاتهم لم يعد مثيرا مما أدى إلى ارتفاع نسبة العنف الجنسي على النساء…
العالم الالماني جيرت هولستج صرح ان تصوير ادمغة الرجال اثناء القذف تبدي نفس الصفات لصور متعاطي الهروين ومن هنا لاحظ اننا جميعا ممدمنين للجنس واستنتج ان الرغبة الملحة للجنس تؤدي للشعور بالاشباع وحتى الهوس والسلوكات القصرية
والبلوة الكبيرة التي تدمّر حياة الرجال، هي أن مشاهدة البورن تقتل الليبيدو أو الرغبة الجنسية تؤدي إلى مشاكل وضعف كبير للانتصاب عند الرجال، لأنّك تعتاد مع طول الوقت على الاستثارة فقط من مشاهدة الأشخاص الآخرين يمارسون الجنس، يرتبط الجنس في دماغك على مشاهدة غيرك في العملية وليس أنت، كذلك الأمر الخطير أنّك تعوّدت على التصوير الذي يكون بدقة عالية وتغيير مواضع التصوير للفيلم والتركيز على مناطق معينة والأكثر من ذلك تعوّدت مع الوقت المشاهد المبالغة في كل شيء والغريبة والمقززة كي تستفزك وتثيرك، لذا عندما تمارس الجنس لأول مرة لن يحرّك فيك أي شيء ساكنا وسيبدو لك كل شيء عاديا وليس مثيرا
وإذا أردت معرفة كم أن الأمر تجاوز كل الحدود، دعنا نعود بالأمر للحياة كيف كانت في عصر أجدادنا، لأن الدماغ قد تعوّد لمئات آلاف السنوات على سلوك أجدادنا والتكنولوجيا دخيلة بالنسبة له، حينها كانت الندرة في كل شيء، بالكاد يستطيع أحد أجدادك إيجاد ورؤية أمراة واحدة للتزاوج أو اثنتين وإذا كان ملك أو امبراطور الحد الأقصى له منطقيا مئة أو مئتي امراة، لكن يمكنك أنت أن ترى في عشر دقائق كمية اباحية مالم يستطع جدك رؤيته لو عاش حيوات كثيرة مجتمعة…
والشيء المقلق جدا والذي سيكون له أثر مدمّر على الدماغ… هو استعمال الذكاء الاصطناعي في هذه الافلام، هل يمكن أن تتخيّل كيف سيستطيع الذكاء الاصطناعي أن يسجنك؟؟ سيقوم بسهولة بتحليل ما تفضّله ليس فقط في الجنس بل في كل شيء من خلال تاريخ تصفحك للانترنت ويخلق لك واقع افتراضي به كل ما يحفزّك… وجه هذا مع جسم هذا في المكان ذاك مع ذلك الشخص، ويتلاعب بدماغك ويأخذه إلى اقصى التخيّلات، وكلما حاولت الخروج من هذا الواقع يسحبك له أكثر كالرمال المتحركة وتسجن داخل ادمانك للعادة السريّة…
5. أسباب إدمان الأفلام الاباحية والعادة السريّة:
يعتقد ويروّج المجتمع وغير المختصين، أنّ مدمن الأفلام الاباحية والعادة السريّة لديهم ضعف في الايمان وضعف في الشخصية أو لديهم انحراف جنسي، لكن ليس هذا أبدا السبب، والسبب الحقيقي أعمق من هذا بكثير…
كي نفهم الادمان وماهيته، علينا أن نطرح السؤال بدقة، عوض السؤال عن مشاكل الادمان وكيف يدمّر الحياة، علينا أن نسأل أنفسنا مافائدة الادمان؟ لماذا ندمن الأشياء؟ مالذي يعطيه لنا الادمان؟
هذا الادمان يعطيك شعور بالراحة والأمان والاسترخاء والتنفيس والتحرر … نعممم التحرّر … مالذي يعنيه هذا؟ كنت تشعر أنّك مسجون، أنّك مقيّد، مقيد بكل شيء، تشعر بالتهديد والألم ومصاب بجروح نفسية عميقة في كل الجهات…
يصرّح عالم النفس الشهير المختص في الأمراض العقلية والإدمان خاصة، أنّ الأسباب الشائعة عن الادمان في الوسط الأكاديمي بأنه مرض أولي يصيب الدماغ لأسباب جينية هو تعريف مغلوط عن الادمان، وأن معاملة المدمنين على اساس أنهم مذنبين ومهاجمتهم بحجة أنّ الادمان هو اختيار وهم يختارون دائما القيام به، هو أمر لا أساس له من الصحة، والسبب الحقيقي للإدمان هو صدمات الطفولة، وعندما نذكر الصدمات لا يقتصر تعريفها على الصدمات التي تعرّضت لها كطلاق والديك أو اعتداء حصل لك أو عنف تعرّضت له، هذه مسببات فقط، الصدمة هي الشعور الداخلي الذي تحس به ويفصلك عن مشاعرك وعن جسمك وتفصلك عن الواقع، وتؤدي بك إلى رسم صورة مشوّهة وسلبية عن العالم، اذن فالادمان عامة هو محاولة لتجاوز الصدمة والعودة للواقع من جديد من خلال التحفيز المفرط والقوي للغرائز والحواس… ما يعطينا شعور بالاتصال بالعالم للحظات ثم ما تلبث أن تختفي من جديد…
لكن نتائج الادمان تكون معاكسة مع الأمد الطويل، لأنّه يدخلنا في دائرة سلبية، الصدمة تؤدي إلى الشعور بالعار وأننا لا نعرف أنفسنا ولا نستحق الوجود في هذا العالم وهذا الشعور يؤدي بنا للبحث عن سلوك للتخفيف منه فنلجأ للمواد الاباحية أو أي مادة مدمنة أخرى فنشعر براحة لحظية ثم تختفي فجأة ذلك الراحة ويعود لنا الشعور الأول بالعار الذي كنا نحسه أضف إليه شعور بالخزي اتجاه سلوك الاباحية، ما يزيد الطين بلّة، وتراكم هذه المشاعر تجعلها لا تطاق فتبحث عن اسهل طريقة لتجاوزها وتشاهد من جديد مواد اباحية أو مخدرات… وهكذا تجذبك الرمال المتحرّكة وتشعر أنّك تسحب إلى نفق كل مرة يزداد ظلمة…
على مستوى البيولوجيا العصبية والدماغ، يتكون الدماغ من مركزين أساسيين الأول بدائي موجود لدى كل الحيوانات يعرف باللامبيك سيستام مسؤول عن العاطفة والمشاعر الغريزية يمكنك أن تتخيله كدواسة الوقود في السيارة تدفعك نحو كل شيء يساعد على بقائك كالغذاء والجنس، والفص الجبهي المسؤول عن التفكير التحليلي والمنطقي يمكنك اعتباره كالمكابح للشهوات والغرائز ويوجهك نحو الأهداف، وهناك تواصل عصبي بين المركزين أي الفص الجبهي واللامبيك سيستام… المشكل الذي يقع فيه المدمن أنّه بكثرة التحفيز لمراكز المكافأة والعاطفة في الدماغ يضعف مع الوقت التواصل بين المركز الجبهي ومركز المكافأة ويضمر الفص الجبهي، يصبح المركز العاطفي هو المسيطر، هل تتخيل أن تقود سيارة من دون مكابح؟؟ هكذا سيكون حالك… في أي منعطف أو طريق مسدود سينحرف مسار السيارة وتقوم بحادث… تصبح كل قراراتك عاطفية ولا تستطيع السيطرة عليها، سلوكاتك كلها ردود أفعال، حتى تصل لمرحلة أين تفقد كل التفكير التحليلي…
هذه العملية مسؤول عليها هرمون الدوبامين، وهو الهرمون الأولي المسؤول عن الادمان، تحدثت بالتفصيل عنه في هذا المقال اطلع عليه يا صديقي…
عندما قام العلماء في البحث عن سبب ادمان الأفلام الاباحية وجدوا أن المدمنين اشتركوا في شيء واحد رئيسي، هو غياب المعنى لحياتهم، غياب الغاية التي تحقق للانسان ذاته… هذا هو سبب عودتك دائما للأفلام الاباحية والعادة السريّة رغم توعدك بالتوقف عنها…
عليّ أن أنوّه الآن، أنّه لا يوجد أي عار في رغبتك بالجنس، رغم كل محاولات المجتمع في إلصاق العار بالجنس، لا يمكنك أبدا أن تحذف هذا الجانب، الشيء غير الطبيعي هو التفكير المفرط والمحصور فقط فيه…
6. العلاج النهائي للأفلام الاباحية والعادة السريّة:
بعد أن علمنا السبب الحقيقي للإدمان، غياب المعنى والشعور بالعار والانفصال عن العالم… سيكون العلاج الجذري والنهائي للإدمان هو أن تجد نفسك وتتصل بذاتك الحقيقة وترتبط بالعالم من جديد، الحل أن تسمح لنفسك الحالية بالموت كي تولد من جديد، التعافي هو رحلة طويلة مهمة كان الادمان حافزا لك فيها لتكتشف ذاتك وتكتشف العالم حولك وتتعمّق في الحياة والوجود… لذا استراتيجتنا في التعافي عوض أن تكون الهروب من الاباحية والادمانات الأخرى ستكون بعثك للحياة والشخص الذي لطالما أردت أن تكونه، بخلق عادات جديدة وتجاوز الادمانات السابقة وعلى هذا أعددت لك أهم الاستراتيجات والخطوات الفعّالة التي ستساعدك في بناء نفسك من جديد:
الصدق:
لا يمكنني أن أصف لك أهمية الصدق في كل هذا، لبناء نفسك من جديد عليك أن تبني شخصيتك على أرضية قوية وأساسات صحيحة ولن تجد أرضية أقوى من الواقع، تبني كل حياتك على الوقائع والمواقف الحقيقية غير المزيفة، وأوّل خطوة لعلاج الادمان هي كسر الدائرة السلبية التي تسجنك، بالعمل على الأفكار ومشاعر العار، بداية بمشاعر العار التي تحس بها اتجاه إدمانك لهذه المواد، عليك أن ترى جذور هذا الادمان وتتعاطف مع نفسك كونك وصلت لهذه المرحلة، بل وترى أنّه كان محتوم عليك في فترة ما من حياتك المرور بهذه الطريق لأنّه لم يكن لديك خيار حينها، كنت طفل صغير يشعر بالألم وكانت الوسيلة الوحيدة للتخفيف عنك والآن عليك تحمّل مسؤولية هذا…
والعامل الكبير الذي يجعلك تشعر بالعار من هذا الفعل هو السريّة التي تتحلى بها في الفعل، أصبح الجانب المظلم منك وكلما ازداد ظلمة ازداد هيمنة عليك، جد شخص مقرّب من عائلتك أو صديق تثق فيه وتثق أنّه لن يحكم عليك واحك له قصتك معها وسعيك نحو تجاوزها، لا تخجل من حكاية قصتك يا صديقي، الجميع يشاهد الأفلام الاباحية لست وحدك من يفعل ذلك لقد ذكرت لك الاحصائيات في البداية، ألم تلاحظ في البداية أنني ذكرت قصتي لك دون خجل، أخبر إيلي ناش على منصة تاد تالك قصة ادمانه على الاباحية أمام الملايين، وصرّح بأن القوة الحقيقية هي تحويل الشعور بالعار ليصبح القوة الدافعة لك للوصول للشخص الذي تطمح أن تكونه… وهنا تكمن قوة الصدق هو تصرّح أمام نفسك حقيقة ادمانك وتواجه نفسك بالواقع ثم تنتقل إلى المرحلة الذي تليه وتصرّح أمام الجميع مشكلتك دون خجل “أنا أشاهد الأفلام الاباحية وأمارس العادة السريّة وأطمح لتجاوزها…” هنا ستكسر أكبر حاجز لديك وتحطم أكبر عمود للدائرة السلبية التي تغرق فيها …سأتحدث في فيديو قادم عن أهمية الصدق وكيف أننا جميعا نكذب بطريقة جنونية…
الوقاية خير من العلاج:
يتغذى الادمان على الايحاءات، يربط دماغك أي سلوك بإيحاء يدل عليه، سنة 1904 فاز ايفان بافلوف بجائزة نوبل للطب، بتجربته الشهيرة التي بيّنت أن الكلاب يسيل لعابها بشكل لحظي بعد رؤيتها لقطعة من اللحم، وعندما يتم ربط تقديم وجبة اللحم بصوت الباز بشكل دائم، يسيل لعاب الكلاب بمجرد سماعها لصوت الباز دون رؤيتها للحم…
اذن فالكلاب قامت بربط صوت الباز بالاكل، فأصبح الباز دليلها للأكل، أو بشكل أدق ربط دماغها صوت الباز كإيحاء باللحم وتفاعل جسمها مع هذا…
رسم جايمس كلير المختص في العادات صاحب الكتاب الشهير العادات الذرية المخطط التالي عن دائرة العادات في البداية الايحاء ثم رغبة ملحة ثم رد الفعل ثم الجائزة، لذا لكسر هذه الدائرة عليك بدقة معرفة الايحاءات كي تقي نفسك من مشاعر الرغبة الملحة التي تعتريك…
احضر ورقة وقلم، وفكّر بجدية… ما أكثر الأوقات التي تشاهد فيها الأفلام الاباحية، سأساعدك في هذا…
ربما في أوقات الخلوة، ربما أثناء مشاهدتك لبعض الأفلام وتظهر مشاهد تحفزّك أو تثيرك أو ربما أثناء تصفحك للانستغرام… “بيّنت الكثير من الدراسات أن المحفز الأول لمشاهدة الأفلام الاباحية عند الطلبة هي السوشيال ميديا” يعلم منتجوا الأفلام الاباحية هذا لذا تجد اعلانات مثيرة أثناء تصفحك للسوشيال ميديا والمواقع التي تستفزك بشدة لتغمرك المشاعر بعدها وتجد نفسك لا اراديا في المواقع الاباحية…
تجاوز الإدمان يا صديقي لا يمكن أن يكون بالارادة فقط، لو كان بالارادة فقط لاستطعت القيام به قبل سنوات…
يجب أن تخلق بيئة تساعدك من خلال حذف كل الفيديوات والصور التي تسجلها في هاتفك، وحجب جميع الاعلانات في متصفحك، والأفضل أن تحذف مواقع التواصل خاصة التيك توك والانستغرام…
وأنصحك بشدة باستعمال تطبيقات الحجب مثل بلوكر اكس وهو تطبيق تم انشاؤه من مختصين في الامراض النفسية من جامعات عريقة كهارفارد والجامعة الملكية للطب النفسي وجامعة ادينبارخ، لاحظ مستعملو هذا التطبيق تناقص ملحوظ في مشاهدتهم للاباحية في الثلاث أشهر التي تلت استعماله، يوفر لك هذا التطبيق حجب كل المواقع الاباحية كما يوفر لك النسخة المدفوعة ربط التطبيق مع شريك آخر يمكنه من منعك من حذف التطبيق ومعرفة متى دخلت لهذه المواقع ويمكن أيضا أن يحجب عنك الشورتات ومواقع التواصل…
بعد أن أجبتَ عن أسئلة متى ولماذا وكيف تدخل للمواقع الاباحية… الآن عليك وضع خطة عملية لتجاوز مشاعرك في ذلك الوقت وإليك بعض المقترحات التي ستساعدك:
في أوقات توفر الايحاءات قبل أن تشعر بغمرة المشاعر، اخرج وتمشى قليلا أو التق بأصدقائك أو خذ دردسة خفيفة مع عائلتك أو قم بحركات رياضية أو توضأ… المهم أن توفر مشتت وحاجز لك عن الدخول في غمرة المشاعر ويفصلك في تلك اللحظة عن الدائرة السلبية… وتجنب الخلوة في لحظات ضعفك…
اذا غمرتك المشاعر فجأة، عليك أن تعرف أن مشاعر الضيق تلك تدوم فقط لنصف ساعة لو تستطيع أن تلهي نفسك فقط لنصف ساعة ستمر تلك المشاعر…
مشاعر العار:
من الجيّد أن تتابع تقدّمك بحساب عدد الايام التي مرّت دون اباحية، لكن ادمان الاباحية هو مجرّد عرض فقط، كي نعالج المشكل من جذورها عليك العمل على مشاعر العار والاكتئاب التي تحسّها اتجاه ذاتك، الهدف الحقيقي لدينا هو أن تصل للشخص الذي لطالما أردت أن تكونه، أن تسمح لنفسك بالتغير وتصبح شخص آخر تماما… لهذا عليك بدء مرحلة العلاج النفسي…
وأفضل طريقة متاحة لك وتسطيع القيام بها بنفسك دون مختص هي العلاج السلوكي المعرفي، يعمل العلاج السلوكي المعرفي على تقوية التواصل بين فصك الجبهي واللامبيك سيستام بطريقة مثبتة علميا يغيّر العلاج السلوكي المعرفي بنية الدماغ ويعالج القلق والاكتئاب، سيساعدك في التغلّب عن النظرة المشوهة للواقع وتعزيز نظرتك لذاتك واقناع نفسك على أنّه يمكنك حقا تجاوز أي عقبة أمامك…
لا تقلق لدي سلسلة كاملة مفصلة عن العلاج السلوكي ودليل شامل للمارسته وحدك دون مختص كما فعلت أنا بالضبط سأترك لك الرابط في الوصف أسفل الفيديو، عليك القيام به بشكل يومي مرة أو مرتين في اليوم، ويجب عليك كتابة الأفكار وتحليل بورقة وقلم…
مثلا ابدأ باستعمال طريقة الcost benefit analysis احضر ورقة وقلم وارسم جدول من خانتين الخانة فوائد مشاهدتك للاباحية والخانة الثانية مساوئ مشاهدتك للاباحية، وخذ وقتك في التفكير والتحليل وتحدد كل عنصر، ثم أعد قراءة ما كتبت ولاحظ الفرق بينهما،
لا يمكنك أن تصدّق كيف ستعمل معك هذه الطريقة كالسحر، ذكر نفسك دائما بالشخص الذي تطمح أن تكون الوقة التي ستتحلى بها…
لا مفرّ من الألم:
كيف هي علاقتك مع الألم يا صديقي؟
أكاد أجزم أنّها علاقة سيئة جدا، لماذا تكره الألم؟ لماذا تتألم أصلا في رأيك؟
هنا يجب أن تجلس مع نفسك جيدا لتجيب على هذه الأسئلة، ماهو الألم؟ لماذا تتألم؟ ولماذا تهرب من الألم؟ فهروبك من الألم هو سبب كل المشاكل النفسية والعاطفية والصحية والمادية في حياتك…
لا يمكنني أن اعدك بطريق خالية من الألم يا صديقي، أنت أصلا كنت هناك، كل سلوكاتك كانت حيل للفرار من الألم…
لكنني أريدك أن تغيّر نظرتك للألم، أريدك أن تعتبره كصديق، صديق ثقيل على نفسك لكنه أصدق صديق مثلي هكذا، ستواجه في هذه الرحلة الكثير من الألم، الاسبوعين الأولين من غيباك عن الاباحية ستسوء حالتك حالتك وستظهر عليك أعراض الانسحاب ويتضاعف شعورك من بالألم، وهذا هو ثمن الرحلة الذي بقيت تؤجله لسنوات… لكنني دائما ما أعد لك خطة ألم تلاحظ هذا؟
هناك تقنية فعالة جدا للتعامل مع الألم، تسمى بالمايندفولناس، وهي نوع من التأمل يقوم على تدريب نفسك لملاحظة المشاعر والأفكار التي تدور بداخلك دون الحكم عليها أو محاولة التحكم بها و تغييرها، بهذه التقنية ستجعلك تتجاوز الألم بسهولة وتنفصل عليه وتشعر به على أساس أنّه رسالة مارة فقط وضيف لن يدوم طويلا، تعلّمك لهذه التقنية سيجعل لك أرضية قوية جدا للتعامل مع مشاكل الحياة وتخلق من شخص قوي وصلب نفسيا…
تذكر أنّه لا حياة دون ألم وانطلق من هذا الأساس… واجه ألمك … ضع مخطط يومي لتجلس مع نفسك وتسمح للألم بداخلك بالظهور تدريجيا هكذا ستعلّم نفسك المواجهة وتكسر كل الدوائر السلبية التي تغرق فيها، وتكسب ثقة كبيرة بنفسك…
الانتكاسات:
ضع توقعات حقيقية وواقعية يا صديقي، يعتقد أغلب الناس أن رحلة التعافي من الادمان تكون خطية لكن الواقع هي رحلة صعود وهبوط، ستأتيك أيام تشعر فيها أنّ لديك كل الثقة لتجاوزها وأنّك أصبحت الشخص الذي تطمح له، ثم تحصل انتكاسة فجأة وتعود لمشاهدتها، هذا هو التحد الحقيقي الذي أريدك التركيز فيه جيّدا، أن تتحلى بالشجاعة والقوة لبدء مباراة جديدة، كالفرق الاحترافية في كرة القدم عندما تكون متخلّفة في النتيجة وتعود لتعمل الريمونتادا، أريدك أن تعلم وتستعد وتحضّر نفسك للانتكاسات، لأنّها جزء من رحلة التعافي، حصول الانتكاسة لا يعني أنّك فشلت، بل يعني أنّك تتقدّم من جديد، يجب أن تشجع نفسك دائما في هذه الطريق، وراقب نفسك والطريقة التي تخاطب بها نفسك عندما تحصل لك انتكاسة، لا تشعر بالخزي اتجاه نفسك وتبدأ من جديد تلك الدائرة السلبية التي حدثتك عنها، بل حدّث نفسك بايجابية وتعاطف مع نفسك كونك تريد الشعور بالقليل من الراحة في هذه الرحلة الشاقة وهذا الألم الذي تواجهه، وعد داااائما من جديد وأبدأ بداية جديدة مع نفسك…
أريدك أن تتوقع أن الاسبوعين ستمر بألم شديد، ثم تخف حدة الألم لتتلاشى بعد شهر وتبدأ بالتحرر، وستحتاج من ثلاث أشهر إلى ست كي تتحرر كليا…
أعد مشاهدة هذا الفيديو كل ما حصلت انتكاسة…
وطبعا اشترك في القناة صديقي لأننا نخوض معا نفس الرحلة…
مارس الرياضة:
إذا كان هناك دواء لا يريدك الأطباء وشركات الأدوية معرفته وتناوله فهي الرياضة، لا يمكنك أن تتخيّل أثر الرياضة على النفسية وتحسين المزاج، لا يوجد هناك مخرج واسع من الإدمان دون رياضة، بيّنت الكثير من الدراسات دور الرياضة في تجاوز كل أنواع الادمان وإفراز الدوبامين والسيروتونين والأدرينالين ودور هذه الاهرمونات في تحسين المزاج وتجاوز القلق والاكتئاب…
الرياضة هي تمرين نفسي أيضا لمواجهة الألم، مواجهة ألم الجسد في سبيل بنائه… وتعوّدك عليها سيجعلك بثقة أكبر في جسدك وبنفسك وتزيد تقديرك الذاتي… تحدثت عن فوائد الرياضة على النفسية بشكل مفصّل في هذا الفيديو…
الماء البارد والتنفس:
وسيلة أخرى لمواجهة الألم ومواجهة مخاوفك، يزيد الماء البارد افراز الأدرينالين بست مرات ونصف عن الطبيعي وافراز الدوبامين بمرتين ونصف، وهذا سيكون منعشا لجهازك العصبي تجعله ينفصل عن كل الأفكار القسرية والقهرية التي يكررها لك كل مرة… سأتحدث بالتفصيل في فيديو قادم عن فوائد الاستحمام بالماء البارد، يمكن الاطلاع على قصة ويم هوف…
استثمر في علاقاتك:
حاول تقوية علاقاتك الاجتماعية السابقة والتعمق فيها وتكوين علاقات جديدة بناءا على المبادئ الجديدة التي تطمح تبنيها في حياتك، عندما خيرت الفئران بين الماء والهروين كانت دائما تختار تناول الهروين عندما كانت في قفص معزول ووحيدة، بينما اختارت تناول الماء فقط عندما وضعت في وسط اجتماعي…
استثمر في شخصيتك وحاول أن تجد شريك حياتك الذي ستخوص معه أيضا هذه الرحلة ويوفر لك الدعم الذي تحتاجه في هذه الطريق…سأشارك معك فيديوات وأعطيك استراتيجيات لإيجاد الشريك المناسب وكيف تبني علاقة ناجحة معه في فيديوهات قادمة
تعلّم شيء جديد:
أريدك أن تفكر في هواية أو مهارة أو عمل كنت تطمح لتعلّمه والتميز فيه زتركز فيه وترمي فيه كل طاقتك، سواء أكان تعلّم رسم أو شطرنج أو كتابة أو آلة موسيقية أو رياضة معيّنة أو مطالعة أو تعلّم المونتاج وتعديل الصور، برمجة، أو مهنة كالحلاقة أو النجارة وغيرها…
يجب عليك تحديد هذه الهواية وممارستها بشكل يومي والتعمّق فيها، أنا بدأت في تعلّم الشطرنج حينها، وأصبحت محترفا فيها بعدها واستغربت من تطوري السريع فيها ولا يمكنك أن تتخيّل كيف ساعدتني في تجاوز ادمان الاباحية…
لاحظ العلماء أن الفئران التي توضع في أقفاص كبيرة ومحفزة حيث يتوفر لها فيها الترفيه واللعب تنشط لديها مناطق في الدماغ مشابهة لمناطق أثناء ادمان المخدرات، أي أنّ تعلّم مهارات جديدة يعطي الدماغ بديل للادمان يخفف عنه عجز الدوبامين في فترة التعافي…
الصبر:
تحلّ بنفس طويل بخوضك لهذه الرحلة يا صديقي، أنت تبني حياة جديدة، حياة كنت تظن لوهلة أنّك لن تستطيع الوصول لها، أنا فعلت هذا وغير استطاع أيضا فعلها أنت تسطيع فعلها…