Table of Contents
عشرين سنة دراسة من بينها سبع سنوات طب… كلّها كنت أذاكر فيها بطريقة خاطئة وغير فعّالة…
أظنّك مثلي يا صديقي، هل تقرأ الدرس من الكتاب وتعيد قراءته العديد من المرّات وتأخذ الملاحظات في القسم ثم تعيد كتابة الدرس وتلخصّه وتستعمل الهايلايت لتنهض صباحا فتجد نفسك نسيت كلّ ما قرأته، ثم تعيد هذه العملية وتكرّر كلّ ما قرأته من الكتاب وهكذا تستمر حتى يأتيك الاختبار فتحصل على علامة عادية مقارنة بكل التعب والمجهود الذي بذلته وتنسى بعد الاختبار كل شيء…
هل سبق لك أن قضيت ليالٍ طويلة في المذاكرة دون أن تفهم شيئاً؟ هل شعرت بالإحباط من انخفاض درجاتك رغم كل الجهد الذي تبذله؟ وكرهت المذاكرة والدراسة لأنّك تشعر أنّك تملأ دماغك وهو كالوعاء المثقوب، كل ما تملؤه يفرغ؟؟ هل تحلم بتحقيق نتائج أفضل في دراستك ولكنك لا تعرف كيف؟ أنت لست وحدك! الكثير من الطلاب يواجهون نفس المشكلة. ولكن، تخيل لو كان هناك طريقة علمية مثبتة لتحسين قدرتك على التعلم والحفظ، ومساعدتك على تحقيق النجاح الذي تستحقه.
هذه المعلومات والدراسات العلمية من الجامعات العالمية في علم النفس وعلم الأعصاب التي سأذكرها تمنيّت لو علّمني إياها أحد عندما بدأت الدراسة في الأولى ابتدائي، استثمر هذا الكورس الشامل من وقتك كي تتعلّم كيف تتعلّم لأنّني أراهن أنّك قضيت كل حياتك في المدرسة والدراسة لكن لم يعلّمك أحد من قبل كيف تدرس حقا، وماهي الطريقة الفعّالة حقا للدراسة…
أحضر كأس قهوة أو شاي لأنّنا سنغوص في أحد أهم المهارات في حياتك كيف تتعلّم أي شيء وكيف تذاكر بفعالية 3 مراّت أكبر وكيف تضاعف تركيزك وقوة حفظك كي تبقى المعلومات التي تدرسها عالقة في ذهنك وتقلّص الساعات التي كنت تدرسها إلى النصف…
في هذا المقال سنتحدّث عن الأخطاء الشائعة في المذاكرة والدراسة والحفظ، بعدها نمر لفهم الذاكرة لدينا كيف تعمل؟؟ ثم نتحدّث عن الفهم والاستيعاب ما هي أفضل الطرق لاستيعاب أي مفهوم أو درس معقّد؟؟ وماهي أحدث الطرق لتسجيل المفاهيم في الذاكرة طويلة الأمد؟؟ وكيف تقوّي تركيزك لتستطيع فصل نفسك عن كل المشتتات وتبقى مركزّ لساعات في المحتوى الذي تدرسه؟؟ وكيف تنظّم وقتك بفعالية بحيث تستطيع تمارس هواياتك المفضّلة وتعيش حياتك وتحافظ على صحتك النفسية بينما تدرس؟ وكيف تتعامل مع ضغوط الامتحانات؟
هذا المقال لكل الأعمار، ولكل شخص يريد أن يعرف كيف تعمل الذاكرة وأفضل طريقة لتعلّم أي معلومة والمذاكرة، وللأساتذة والأولياء الذين يبحثون عن أفضل طرق علميا لتعليم أبنائهم…
1. أخطاء المذاكرة:
عملت دراسة سنة 2009 على أكثر طرق المذاكرة التي يستعملها الطلبة، وطبعا يا صديقي أراهن أنّك تستعملها وأنا أيضا كنت أستعملها، الطريقة التي يستعملها أكثر من 83 بالمئة من الطلبة حول العالم في المذاكرة هي إعادة قراءة النصوص والملاحظات التي كتبوها يعني أنّك تفتح الكتاب أو الكرّاس وتقرأ كل ما هو مكتوب أمامك وتنهي الدرس ثم تعيده وتكرّره العديد من المرات كي تفهمه وتحفظ ما فيه، وتعتبر بدون منازع الاستراتيجية الأولى التي يعتمدون عليها في حفظ المعلومات، ثم تأتي بعدها مباشرة استراتيجية إعادة كتابة الملاحظات من النص يعني يقرؤون النص ويأخذون ملاحظات من خلال النص ثم يعيدون ويكرّرون الملاحظات التي كتبوها، ثم التقنية الثالثة الأكثر استعمالا هي حل الاختبارات والاسئلة والتقنية الرابعة المشابهة لحل الاختبارات هي استعمال الفلاش كاردز أو البطاقات الورقية من خلال وضع اسئلة على وجه الورقة والاجابة عليها في ظهر الورقة ثم تليها تقنية الحفظ الأصم وهي تكرار النص حتى تستطيع تذكره حرفيا…
لكن مع الأسف يا صديقي كل التقنيات التي يستعملها كل الطلبة في المذاكرة والتي كنت تستعملها وكنت أنا استعملها خاطئة، نعم تقنية الهايلايتينغ والتلخيص وأخذ الملاحظات والتكرار الأعمى كلّها غير فعّالة ولا تساعد في استيعاب المعلومات جيدا وبقائها في الذاكرة طويلة الأمد…
التقنية الأكثر استعمالا بين الطلبة التي هي إعادة قراءة النصوص والكتب التعليمية والملاحظات هي التقنية الأقل فائدة رغم كل الوقت التي تأخذه… ففي دراسة نشرت في مجلّة Contemporary [Educational ] عملت أربع تجارب لاختبار فعالية إعادة القراءة في تحصيل الطلبة في مواضيع مختلفة في النفسية من كتب دراسية أو مجلات علمية، فكانت النتائج غير متوقعة:
“لم تسفر إعادة القراءة، بوجه عام، عن تحسن ملحوظ في أداء الطلاب في الاختبارات التقييمية، حتى مع استخدام مواد قراءة واقعية مثل فصول الكتب المدرسية. ولم يلاحظ تأثير ملحوظ لقدرة الفهم القرائي على هذه النتيجة. يبدو أن إعادة القراءة الفورية لا تساهم بشكل كبير في تحسين الأداء في التقييمات النهائية المرتبطة بالمناهج الدراسية.”
لكن ماذا عن فعالية الطرق الأخرى للدراسة التي يستعملها الطلبة؟؟
في دراسة تحليلية ضخمة مع تعاون العديد من [الجامعات الأميركية سنة 2013]، الغرض منها كان التعرّف على أفضل تقنيات التعلّم والدراسة واستيعاب المعلومات من خلال تحليل المئات من الدراسات في التقنيات المختلفة من التعلّم لخصوا النتائج في الجدول التالي من حيث فاعلية كل تقنية
لاحظ يا صديقي كل التقنيات المنخفضة التقييم، تقنية إعادة القراءة والتلخيص والهايلايتينغ والرسم والمنيمونيكس كلّها تقنيات ذات فاعلية منخفضة في التعلّم والاستيعاب…
لكن السؤال المهم هنا ماهي التقنية الأكثر فاعلية في التعلّم والمذاكرة ؟؟
الغريب في الأمر أنّ التقنية الأكثر فاعلية في التعلّم والاحتفاظ بالمعلومات هي التقنية التي يعطيها الطلبة أقل أولوية من حيث الاستعمال في الاحصائيات التي ذكرناها قبل قليل…
سنتحدّث عنها بالتفصيل، ماهي وكيف تضعها كأهم استراتيجية أثناء الدراسة أو الماطلعة أو تعلّم أي شيء جديد؟؟ كي تضاعف فاعليتك في التعلّم وتذكّر المعلومات واستيعابها في أقل مدّة ممكنة، بعد أن تعلّمت هذه المهارة ما كنت أدرسه في أربع ساعات أصبحت أدرسه في ساعة أو ساعة ونصف… شيء مذهل…
لكن كي تفهم جيّدا كيف تستعمل التقنيات الفعّالة للمذاكرة سنأخذ لمحة صغيرة عن الذاكرة البشرية كيف تعمل؟ وكيف يقوم دماغنا بتحليل المعلومات وتخزينها؟
2. الذاكرة والتعلّم:
في البداية قبل أن نعرف كيف يقوم الدماغ بمعالجة المعلومات وتخزينها، علينا أن نحدّد تعريفات بعض المصطلحات، الشيء الذي يجب أن تنتبه له هو أنّ الدراسة لا تعني التعلّم… مالذي أقصده؟
الدراسة هي العمليات الفيزيائية والسلوكات التي تقوم بها من أجل التعلّم، يعني عندما تجلس في المكتب وتفتح الحاسوب أو الكتاب للقراءة وتأخذ ملاحظات أو عندما فتحت هذا المقال لتشاهدني هذا يسمى الدراسة، التعلّم هو الثمار التي تحصل عليها من الدراسة،
تخيّل أنك جلست على المكتب ووضعت الكتاب وبدأت تنظر له فقط، أو بدأت تغني أنت تنظر له، أو قرأت كل ماهو مكتوب أمامك بسرعة، أو قرأت كل ما هو مكتوب ببطء وحاولت استيعاب ما يقصده الكاتب، أو وضعت كرّاس أمامك لتلخّص ما تقرأه… هذه كلها تقنيات للدراسة لكنّ التحصيل وثمارها وفاعليتها مختلفة للتعلّم…
يعني أنّه يمكنك الجلوس لخمسة عشر ساعة تدرس لكنّ ما تحصل عليه من فاعلية للتعلّم هو ساعة واحدة او ساعتين تعلّم…
يمكننا القول أنّ التعلّم الحقيقي هو ما عالجه دماغك وأمكنه استيعابه وتخزينه في الذاكرة طويلة الأمد لكي يستطيع استرجاعه لاحقا بسهولة، أي أنّ الغاية الرئيسية من الدراسة هو التعلّم وغايتنا هنا في هذا المقال أن تتعلّم كيف تدرس الأشياء بطريقة تجعل فاعليتها أعظمية لتعلّمها.
ونقول أنّنا تعلّمنا شيئا ما عندما ترسخ المعلومات في دماغنا وذاكرتنا ويمكننا تطبيقها واستعمالها في حياتنا اليومية أو في الاختبارات وغيرها…
اقترح الباحثان اتكينسون وشيفرين نموذجا للذاكرة يسمّى نموذج الذاكرة متعددة المخازن أوMulti-Store Memory Model لا تقلق هو نموذج بسيط سأشرحه لك بسرعة كي تستطيع فيما بعد معرفة كيف تستعمل العمليات العقلية للتعلّم بفعالية:
يتفاعل الدماغ مع الوسط من خلال الحواس التي تمتلك بدورها ذاكرة، لكنّ استيعابها ضئيل جدا يدوم إلى أقل من ثانية، لأنّه ببساطة لا يمكنك أن تتذكّر كل التفاصيل التي تلتقطها حواسك في كل لحظة تخيّل أنّك تفكّر وتتذكّر كل تفصيلة مما تشاهده من ألوان وأشكال وأصوات وملمس وروائح ومذاق سينفجر دماغك… لهذا تستغرق عملية ذاكرة الحواس ثوان فقط، ثم إذا انتبهت أنت لبعض المعطيات الحسية وأعطيتها انتباهك مثلما تفعل معي الآن وتركز معها ستمرّ إلى الذاكرة قصيرة الأمد وتسمى أيضا بالذاكرة العاملة، التي تستطيع تخزين والتعامل مع المعطيات بمعدّل من 7 إلى 10 معلومات لمدة نصف دقيقة أو أقل ثم تنسى المعلومة وتبقى فيها إذا قمت بتكرارها أكثر…
وتسمى بالذاكرة العاملة أو Working memory لأنّها المسؤولة عن عملية تفكيرك الآن وحتى إذا استعملت ذاكرتك طويلة الأمد لتذكّر قصة أو معلومة حفظتها عليها المرور إلى الذاكرة العاملة كي تستطيع التعامل معهاوالتفكير فيها وتحليلها…
المخزن الثالث هو الذاكرة طويلة الأمد، التي يتم فيها تخزين المعلومات بشكل دائم تقريبا فهي تخزّن المعلومات لساعات وحتى لأشهر وأيضا يتم فيها نسيان المعلومات…
تخزّن المعلومات في الذاكرة طويلة الأمد على شكل مخططات أو ما يسمى بالschemas وهي عملية يتم فيها تنظيم المعلومات بناءا على مقدار استخدامنا لها، وكلما استعملنا مخطط معيّن أكثر كلّما ازداد تطوّرا وازدادت سهولة استرجاعه…
تمر المعلومات من الذاكرة قصيرة الأمد إلى الذاكرة طويلة الأمد في عملية تسمى بالتشفير و التعزيز ثم عندما تتذكرها للتعامل معها بشكل لحظي في اختبار أو في نقاش تمر بعملية تسمى بالاسترجاع لإعادتها للذاكرة العاملة أو الذاكرة قصيرة الأمد…
هذا كان ببساطة نموذج الذاكرة وكيف يتفاعل الدماغ بالمعلومات…
غايتنا هنا ماذا؟؟ أن نستطيع بسهولة تسجيل معلومات أكبر في الذاكرة طويلة الأمد واسترجاعها بسهولة عندما نريد هذا، يعني أنّه علينا أن نتقن عملية التعزيز والتشفير لتخزين المعلومات بسهولة ثم تقنية الاسترجاع كي نستطيع تذكرّها وقتما نريد واستعمالها…
نمر الآن للنظرية التي تفسّر نفورك الشديد من دراسة الكثير من المواد مثل الرياضيات وغيرها ورغبتك في تجنّبها وشعورك الدائم أنّك لا تستطيع فهمها أبدا، هذه أحد أهم النظريات في التعلّم وتسمى بنظرية العبء المعرفي، The Cognitive load theory وهي نظرية تشير قدرة دماغنا المحدودة أو بشكل أدّق قدرة الذاكرة العاملة المحدودة على معالجة وتحليل عدد معيّن من المعلومات في مدة محدودة…وبشكل أدّق تساعدنا هذه النظرية من ناحية التعلّم والمذاكرة على تجنّب تحميل أدمغتنا فوق تحملّها عند معالجة المعلومات ومحاولة تثبيتها في المخططات في الذاكرة طويلة الأمد الخاصة بنا…
اذا وضعنا هذا المخطط الذي يعبّر عن زيادة قدرة العبء المعرفي ثم نقارنه مع فعالية تعلّمنا سنلاحظ أنّه كلّما زاد العبء المعرفي سيزداد قوة تعلّمنا حتى نصل إلى عتبة معيّنة سيتوقف معها تعلّمنا ويتناقص…
مالذي يعنيه كل هذا:
كي نخزّن معلومات أكبر في مخططات الذاكرة طويلة الأمد، على المعلومات الجديدة التي نتعرّض لها ونحللّها من خلال الذاكرة العاملة أن تمّر عبر الترميز والتعزيز الذي يتطلّب بدوره أن نعالج هذه المعلومات بشكل مركّز ونعصر أدمغتنا ونحمّلها جهدا في التعامل معها إلى عتبة معيّنة كي تتخزن هذه المعلومات في الذاكرة طويلة الأمد، لكن إذا تعرّضنا لمفاهيم معقدة وكثيرة وفي مدة وجيزة سنشعر بعبء كبير ونشعر أن هذه المفاهيم تتجاوز مقدار استيعابنا، تشعر وكأنّ دماغك ثقل وتوقّف عن العمل…
يعني كي تتعلّم بشكل فعّال عليك أن تجهد دماغك وتعصره في معالجة الكثير من المعلومات دون يتجاوز هذا العدد عتبة معيّنة التي يقل فيها تعلّمنا
كيف نربط كل هذا بتقنيات المذاكرة التي نستعملها؟؟
يعني أنّ الكثير من التقنيات في المذاكرة التي نستعملها مثل القراءة فقط والتكرار والتلخيص والهايلايتينغ وأخذ الملاحظات ومشاهدة الفيديوات “مثلما تفعل الآن” هي تقنيات لا تجهد الدماغ بالقدر الكافي أو بشكل أدّق العب المعرفي والعقلي فيها ضعيف وبالتالي فعالية التعلّم فيها تكون ضعيفة ومقدار التعزيز والترميز للذاكرة طويلة الأمد يكون ضعيفا وبالتالي نجد صعوبة كبيرة في تذكّرها وهي ما تسمى بالتعليم السلبي أو passive learning…
لا تقلق يا صديقي سنضع كل هذه المفاهيم تطبيقيا وأعطيك الكثير من الأمثلة العملية عليها وأنظّم لك التقنيات الفعّالة كي تستعملها بسهولة أثناء مذاكرتك ونتحدّث عن التعليم النشط أو ال active learning فيما يلي من الكورس…
3. الفهم:
الآن وصلنا للجزء الأهم كيف تطبّق كل هذه المفاهيم والنظريات في مذاكرتك بشكل ممنهج ومنظّم كي تضاعف استيعابك وتستطيع بسهولة استرجاع المعلومات وتذّكرها؟ وكيف تخزّنها بشكل دائم في الذاكرة طويلة الأمد مع أقل وقت دراسة ممكن كي تستمتع بحياتك…
سنتحدّث عن الفهم ثمّ نمر إلى الحفظ ثم نمرّ إلى التركيز…
أغلب الطلبة أثناء المذاكرة يحفظون مباشرة الدروس ويحاولون تذكرها بشكل أصم ويمرون إلى التلخيص ويحفظون المعلومات على أمل أن تبقى عالقة في أذهانهم في الاختبارات ثم يرمونها في الاختبار وانتهت المهمّة وبمجرّد ينتهي الاختبار ينسون كل شيء…
أعرف أشخاص يمسك الدرس الذي أمامه يكرّره عشرين مرة حتى يحفظه ثم يكتب كل شيء في الاختبار…
هذه طريقة غير فعّالة أبدا وتتطلّب جهد عظيم ووقت طويل، ولا عجب أنّ أغلب الطلبة المتميزين حسب الدراسات يمارسونها لكن تجدهم يدرسون من عشرة إلى عشرين ساعة في اليوم…
أنت تحتاج لفهم الدرس، الفهم هو أحد الأعمدة الرئيسية للتعلّم، فهم الدرس هو العمليّة الرئيسية للتعزيز والترميز الذي يجعل المعلومات تمر من الذاكرة العاملة قصيرة الأمد إلى الذاكرة طويلة الأمد، يعني إذا لم تفهم ما تقرأه وتستوعبه ستنساه بسهولة ولو أعدته مئة مرة، أيضا فهم المحتوى سيساعدك على معرفة الأمور التي تتطلّب الحفظ والأمور البديهية التي يكفي مجرّد فهمها، فهم المحتوى الذي تدرسه سيجعلك تتقن المهارة التي يريدك المنهاج تعلّمها خاصة إذا كنت طالب جامعي ومهنتك تتطلّب ممارسة ما تتعلّمه مثل الطب أو الهندسة أو القانون وغيرها…
السؤال المهم هنا، كيف نفهم المحتوى الذي ندرسه؟؟ كيف نعرف أننا فهمنا شيئا ما؟ هذا سؤال مهم جدا… ماهي أفضل التقنيات العقلية لفهم واستيعاب المعلومات؟
ولأنّ هذا المقال هو كورس شامل عليّ أن أطرح عليك الآن سؤال مهم جدا، ربّما لم تتعمّق فيه من قبل…
لماذا تدرس وتذاكر؟؟
ربما يبدو سؤالا غبيا جدا، لكن يجب أن تعرف لماذا تفعل كل هذا، هل تذاكر فقط من أجل الحصول على المعدّل الذي يؤهلك للمرور للسنة التي بعدها أم تذاكر من أجل الحصول على علامات جيّدة أم تذاكر من أجل عائلتك ووالديك اللذان اقنعاك أو أجبراك على فعل هذا؟؟ هل تذاكر فقط من أجل الحصول على شهادة لتتقدّم بها إلى وظيفة ما؟ أم أنّك تذاكر لأنّك تحب المعرفة ولديك فضول في المحتوى الذي تدرسه وتريد معرفة كل شيء عنه ولديك تحفيز داخلي ينبع من باطنك لفهم واستيعاب المواضيع التي تدرسها؟؟
أظن أنّك لا تملك التحفيز الداخلي للمذاكرة، الاغلبية هكذا… تخيّل أنّك تدرس المواضيع التي لديك لأنّ لديك حب للمعرفة كيف ستصبح المذاكرة بالنسبة لك؟؟ كيف سيصبح الفضول هو الطاقة التي تدفعك دائما للتعلّم؟؟ لن تصبح المذاكرة فعل مجهد نفسيا لفعله وهذا سيزيد فاعليتك عشرات الأضعاف في استيعاب وفهم ما تدرسه…
نمرّ لسؤال كيف تفهم أي موضوع وماهي التقنيات الفعّالة للتعزيز والترميز كي تمرّ المعلومات للذاكرة طويلة الأمد في المذاكرة وأي شيء نتعلّمه؟؟
لديك الآن درس معيّن، وقرأت العنوان، ليكن على سبيل المثال درس فشل القلب، قبل أن تبدأ في قراءة الدرس الذي لا تعرف عليه شيئا، اطرح اسئلة حول الدرس وحاول الإجابة عليها…
قد تقول لي أنا أصلا لا أعرف عليه أي شيء كيف أطرح أسئلة عليه؟
وهنا تكمن الحكمة…
أن تحضّر دماغك لعمليّة عقلية مجهدة وتجبره على ربط وتحليل ومقارنة المعلومات…
مثلا تسأل نفسك اممم مالذي يعنيه فشل القلب؟؟ ماذا يقصد بكلمة فشل؟ اسأل نفسك مالذي تعرفه عن الموضوع؟ أعرف فلان صديقي والده تعرّض لفشل القلب ترى مالذي شعر به، أخبرني حينها أنّه صار يمشي بصعوبة وانتفخت رجله ويحس بضيق تنفس… ترى ما علاقة فشل القلب بضيق التنفس؟؟ لا يبدو هذا منطقيا؟ ماهي الاسباب يا ترى؟؟
ويجب عليك أن تحاول إيجاد فرضيات للاسئلة هذه ربما فشل القلب يكون بعد الاصابة بجلطة دموية أو ربما التعرّض لصدمة أو ربما فشل القلب يكون بعد خسارة علاقة عاطفية أو طلاق…
لاحظ ان اسئلتي وفرضياتي قد تكون غبية، لكن لن تصدّق قوة هذه الاسئلة عندما تبدا في الدراسة فيما بعد… الغرض من هذا أن تخلق الفضول حول الموضوع وتحاول حقا البحث عن إجابات لهذه الاسئلة قبل أن تبدأ في قراءة المحتوى، يعني أنت تخلق مشكلة وتتعثّر فيها وتشعر أنّك عالق فيها فيأتي الدرس بعدها ليحلّ المشكلة ويربط بين المفاهيم ويعطيك إجابات عن الاسئلة ويخلق لك مساحة للموضوع في ذهنك…
هل تساءلت يوما لماذا لا تنس الأفلام والمسلسلات المشوّقة وتتذكّر الكثير من تفاصيلها، غير القصة التي يميل الدماغ بسهولة إلى تذكرّها، الأفلام والمسلسلات المشوقة دائما تبدأ لك بأسئلة وتعمل على خلق الفضول القوي لك حيث تجد نفسك تتوسل لمعرفة الاحداث التي ستجيب على الاسئلة التي تدور في ذهنك…
بعدها نمر إلى الموضوع…
كي تهضم الموضوع وتفهمه جيّدا سأخبرك المراحل الأساسية للتعلّم والأهداف والوسائل التي يجب عليك استعمالها والوصول إليها كي تعرف حقا أنّك هضمت موضوعا ما وصرت ملّما به من خلال هرم بلوم…
هرم بلوم (Bloom’s Taxonomy) هو تصنيف هرمي يوضح مستويات التعلم المختلفة ويستخدم في تطوير المناهج التعليمية وتقييم أداء الطلاب. تم تطويره في عام 1956 بواسطة عالم النفس التربوي بنيامين بلوم وفريقه. يهدف هذا التصنيف إلى ترتيب الأهداف التعليمية من الأدنى إلى الأعلى بناءً على مستوى التعقيد والفهم. يتكون هرم بلوم من ستة مستويات تعليمية، وهي:
1. **التذكر (Remembering):** استدعاء المعلومات والمعرفة الأساسية، مثل حقائق أو مفاهيم سبق تعلمها.
2. **الفهم (Understanding):** تفسير المعلومات ومعرفة كيفية تطبيقها، مثل شرح فكرة أو مفهوم.
3. **التطبيق (Applying):** استخدام المعرفة لحل مشكلات جديدة أو تطبيق المعلومات في مواقف جديدة.
4. **التحليل (Analyzing):** تفكيك المعلومات إلى مكوناتها الأساسية وفهم العلاقات بينها، مثل مقارنة أو تمييز الأفكار المختلفة.
5. **التقييم (Evaluating):** القدرة على تقديم أحكام أو تقييم الأفكار استنادًا إلى معايير معينة، مثل نقد أو تحليل الحجج.
6. **الإبداع (Creating):** استخدام المعرفة والإبداع لتكوين أفكار أو منتجات جديدة، مثل تصميم حلول جديدة أو تخطيط مشاريع
قد تتساءل ما علاقة هذا بموضوعنا، نعم يا صديقي تعجبني عندما تتساءل، هذا الهرم عندما اكتشفته شعرت أنني اكتشفت ثروة، لأنّه يمكنني استعماله في التعلّم ويمكنني أن أستعمله أيضا في تقييم المستوى التعليمي لأي شخص في موضوع معيّن لأنّه وضع في الاساس من أجل الاساتذة لتقييم المتعلّمين…
أغلب الطلبة عندما يدرسون موضوعا معيّنا أثناء المذاكرة يكتفون بقاعدة الهرم وهي حفظ المعلومات وتذكّرها واسترجاعها، لكن الحقيقة أنّه ينتظرك خمس مراحل أخرى كي تقول لقد أتقنت الموضوع…
هذا الهرم هو الطريقة التي يجب أن تستعملها من أجل التعزيز والترميز لنقل المعلومات من الذاكرة العاملة إلى الذاكرة طويلة الأمد وترسيخها…
كيف ذلك؟؟
قُمتَ بالعديد من التساؤلات قبل الموضوع…
الآن ستبدأ في قراءته أو مشاهدة فيديو تعليمي عليه…
حاول من المرة الأولى التي تتعرض فيها للموضوع أن تستوعب كل المفاهيم فيه وكأنّك ستشرح هذا الدرس للقسم فيما بعد أو ستشرحه لطفل صغير… ليس هذا فقط بل كيف ستمر مباشرة من القراءة الأولى للدرس إلى مرحلة التحليل في هرم بلوم…
ماذا يعني هذا؟
وانت تقرأ الدرس للمرّة الأولى ستقرأه بطريقة تحليلية وتعصر دماغك بالقدر الكف من أجل تنظيم المعلومات التي يقرأها والتفريق بينها ومقارنتها مع بعضها ومع المعلومات المسبّقة التي لديك وأيضا ربطها بالدروس والمفاهيم التي استوعبتها بعدها تختبر نفسك في هذه المعلومات…
يعني عندك مهام رئيسية تطرحها كي تعصر دماغك وتجعله يعزز ما تقرأه وتجبره على نقل المعلومة التي تقرأها إلى الذاكرة طويلة الأمد…
هذه المهام من المرحلة التحليلية في هرم بلوم وعليك القيام بها بشكل واع:
هذه هي الأمور التي يجب أن تأخذها قيد الاعتبار وأنت تقرأ أي محتوى تريد فهمه وتسجيله في دماغك:
فرّق، نظّم، اربط، قارن، افصل، ميّز، اختبر، جرّب، اسأل، امتحن…
قد تسألني الآن لكن كيف أمرّ للمرحلة الرابعة مباشرة في هرم بلوم وأنا لازلت في قاعدة الهرم وهي التذكّر والحفظ…
هنا يكمن السر يا صديقي… الدماغ لا يتعامل مع الموضوع بشكل خطي، عندما تنوي المرور مباشرة للمرحلة الرابعة سيقوم الدماغ آليا وأوتوماتيكيا بالمرور على المراحل الثلاث الأولى كي يصل بسرعة للمرحلة الرابعة…
عندما تقرأ الدرس بطريقة تحليلية أنت آليا قمت بحفظ الكثير من المصطلحات وفهمتها من خلال شرح لنفسك وترجمتها وطبّقتها حتى استطعت تحليلها…
الآن سأعطيك مثال:
كنا قد طرحنا قبل قليل أسئلة حول درس فشل القلب سأبدأ في قراءته وتحليله أمامكم الآن:
يحدث فشل القلب عندما لا تَضُخ عضلة القلب الدم كما ينبغي:
“آهااا يعني فشل القلب يقصد بها أنّ القلب لا يستطيع ايصال الدم لباق أعضاء الجسم، أنا أعرف فيما سبق أنّ قوة تدفّق القلب هي 5 لتر في الدقيقة، متى نقول أن القلب الفشل؟؟ نقول توقف عندما يتوقف تماما ولا يضخ أي دم، هل نقول فشل عندما يضخ 4 لتر فقط في الدقيقة مثلا؟؟”
(لاحظ أنّني قمت بتحليل ما أقرأه من خلال ربط المعلومة بمعلومة أعرفها، وتساءلت عن تفاصيلها وقارنتها وأردت تمييزه مع مفهوم آخر هو السكتة القلبية أو توقف عضلة القلب).
وعند حدوث ذلك، غالبًا يرتد الدم، ويمكن أن تتراكم السوائل في الرئتين، مما يُسبب الإصابة بضيق النفس.
“آهااا، لهذا أخبرني فلان أنّ والده أصيب بضيق في التنفس، لماذا؟ لأنّ قلبه لم يعد يضخّ كل الدم فيتراكم الدم في اقلب ثم يعود إلى الرئة فتمتلئ الرئة بالسوائل، لكن لماذا قال السوائل ولم يقل الدم، آآآ أظنّه يقصد la pression hydrostatique… تراكم السوائل هذا يجعل الحويصلات الهوائية في الرئة تمتلئ بالماء وبالتالي لا تستطيع تبادل الاكسجين بسهولة مع الوسط، الأمر مشابه لما يحدث لدى الغريق الذي يمر له الماء إلى الرئة، الماء هنا يأتي من الداخل، لكن أخبرني فلان أنّ والده انتفخت ترى لماذا؟؟ انتفخت رجله معناها امتلأت بالسوائل، هل هذا يعني أنّ السوائل امتلأت في رئته أولا ثم بدأت في التراكم حتى وصلت لرجليه؟؟ واو… في ماذا يمكن ان تتراكم السوائل أيضا؟؟ البطن نعم الاسييت والكبد أيضا اممم الكبد لا أظن هذا لكن للكبد أن تتضخم مصطلح ايباتوميغالي… وعلى هذا الأساس ماذا يمكن أن تكون الأعراض الأخرى؟؟ صعوبة في المشي بسبب تضخم الرجل، صعوبة في التنفس، انتفاخ البطن الذي قد يؤدي إلى الاصابة بعدوى، ربما أمراض عصبية بسبب عدم وصول الدم بشكل ممتاز للدماغ “
4. الحفظ:
في القديم كانوا يظنون أنّ الطريقة الوحيدة لحفظ أي معلومة هي تكرارها العديد والعديد من المرّات، وهذا ما يفعله أغلب الطلبة الآن، لكنّنا لاحظنا أنّ طريقة إعادة القراءة والتكرار غير فعّالة في ترسيخ المعلومات… لكن ماهي الطريقة الفعّالة إذا لترسيخ المعلومات في الذاكرة لأطول فترة ممكنة؟؟
في دراسة سنة 1917 أراد الباحثون معرفة ماهي أكثر الطرق فاعلية في الدراسة لذا قسّموا الطلبة إلى مجموعتين وأعطوهم درس حياة شخصية مشهورة أو بيوغرافي:
المجموعة الأولى: قامت بقراءة البيوغرافي وإعادة قراءتها العديد من المرّات
المجموعة الثانية: قامت بقراءة البيوغرافي مرّة واحدة فقط ثم قاموا باختبار أنفسهم من خلال إعادة تذكّر مالذي قرؤوه واستوعبوه في المرة الوحيدة التي قرؤوا فيها الدرس…
في النهاية خضعت كلا المجموعتين إلى اختبار لتقييم أدائهم…
مالذي تتوقّع يا صديقي المجموعة التي حصلت على التقييم الأعلى؟؟
من خلالك اسلوبك في الدراسة أنت تتوقّع المجموعة الأولى هي التي فازت، لكن الحقيقة أنّ المجموعة الثانية التي قرأت الدرس مرّة واحدة هي التي حصلت على تقييمات أعلى في الاختبار…
قد تقول لي هذه دراسة مضى عليها قرن… نعم معك حق يا صديقي أنت تستحق دراسة جديدة
في دراسة سنة 2011 نشرت في مجلّة science الشهيرة، أراد الباحثون معرفة أيّ أساليب التعليم أفضل من حيث ترسيخ المعلومات واستيعابها وبقائها في الذاكرة لأطول فترة ممكنة، لذا أحضروا مجموعة من طلبة الطب، وقسّموهم إلى أربع مجموعات، بحيث تعطى لهم نفس الوقت لدراسة محتوى معيّن
المجموعة الأولى: درست المحتوى لمرّة واحدة…
المجموعة الثانية: درست المحتوى لأربع مرّات، يعني أعادوا قراءته وكرّروه أربع مرات…
المجموعة الثالثة: علّموهم طريقة عمل الخرائط الذهنية ثم درسوا المحتوى مرّة وعملوا له خريطة ذهنية
المجموعة الرابعة: درسوا المحتوى مرة واحدة ثم حاولوا استرجاع كلّ ما قرأوه من خلال حل اختبار، ثم أعادوا قراءة النص مرّة أخرى وقاموا بحل اختبار آخر…
الوقت المستعمل للمجموعة الرابعة التي اختبرت نفسها كان نفس الوقت الذي قضته المجموعة الثالثة لعمل الخريطة الذهنية في المذاكرة…
سألهم الباحثون ما تخمينهم حول أدائهم في الاختبار…
المجموعة الثانية التي قرأت الدرس لأربع هي التي توقّعت أن تحصل على العلامات الأعلى ثم تليها المجموعة التي قرأت مرّة واحدة ثم مجموعة الخرائط الذهنية، والجموعة الرابعة التي تعرّضت للاختبارات كان توقعهم الأسوأ حول أدائهم في الاختبار…
بعد اسبوع، عرضوا على الأربع مجموعات امتحانين، كل امتحان يختبر منظور معيّن في الموضوع…
النتائج مذهلة…
حصلت المجموعة الرابعة التي خضعت للاختبار على التقييم الأعلى بنسبة 50% أفضل من المجموعتين الثانية التي أعادت قراءة المحتوى أربع مرابع والمجموعة الثالثة التي قرأت المحتوى وعملت خرائط ذهنية، أما المجموعة الأولى التي قرأته مرّة واحدة فتذيّلت الترتيب على عكس توقعهم….
الآن نعود للدراسة التحليلية الضخمة التي تحدّثنا عنها في بداية المقال، والتي استنتجنا منها كل التقنيات الخاطئة ذات الفعالية الضعيفة في الاستيعاب والحفظ والمذاكرة، وهي إعادة القراءة والتكرار والتلخيص والهايلايتنغ والمنيمونيكس واستعمال الصور من أجل التعلّم… ذكروا تقنيتين فقط ذات فعالية عالية للتعلّم وثلاث تقنيات ذات فعالية متوسطة…
التقنية الأولى ذات الفعالية الأعلى للتعلّم والتي لا تقوم بها يا صديقي ونسبة استعمالها هي الأضعف بين الطلبة، هي الpractice testing أو الactive recall
هذه هي أفضل طريقة للمذاكرة يا صديقي والتي يقوم عليها كل هذا المقال…
في القديم كانوا يظنون أنّ أفضل طريقة للتعلّم والحفظ هي من خلال ادخال المعلومات بشكل متكرّر للدماغ، لكن الحقيقة أنّ أفضل طريقة لالصاق معلومة في دماغك، هي استرجاعها من دماغك، هذا هو التعلّم النشط…
يعني بعد تعزيز المعلومة أثناء قراءتها للمرّة الأولى لكي تتخزّن بشكل جيّد في الذاكرة طويلة الأمد، يجب استرجاعها من الذاكرة طويلة الأمد للذاكرة العاملة وإعادة تعزيزها…
عندما كنت في الثانوي، درّسني أستاذ في الرياضيات في السنة ثانية والثالثة، استغربنا في البداية جدا طريقته في التدريس، يقف على السبورة، يكتب لنا قاعدة في سطر أو سطرين، ويشرحها قليلا، ثم يقول ابدؤوا في حل هذا التمرين، كل درس تجد فيه قاعدة لسطرين ثم يليه مباشرة أربع أو خمس تمارين تشرح بالتفصيل هذه القاعدة، عندما نحلّ التمارين الخاصة به يأتينا بتمارين خاصة بالبكالوريا نحلّها وترااا أتقنّا الدرس…
نسبة نجاح القسم في امتحان الرياضيات كانت جيدة جدا، وأنا تحصّلت على العلامة كاملة في الرياضيات في البكالوريا… هاهو كرّاسه إلى الآن أنا أحتفظ به، وأدرك العبقرية في التدريس لهذا الاستاذ، تحيّة كبيرة لك أستاذ الشيهب، ممتن كثيرا لك…
سأخبرك الآن كيف تستعمل التعلّم النشط أو استرجاع النشط عمليا في المذاكرة…
قرأت الدرس بالطريقة التحليلية التي أريتها لك قبل قليل… ماذا تفعل بعدها؟؟ ماهي أفضل طريقة للاسترجاع النشط أو التعلّم؟
الاختبار مرّ مباشرة إلى الاختبار يا صديقي… لا تعد قراءته مرّة اخرى بحجة أن تستوعبه…
قد تقول لي لكنني لم أحفظ الدرس بعد ولا أتذكر الكثير من العبارات والمفاهيم والمصطلحات…
وهنا بيت القصيد… الخطأ الذي يرتكبه أغلب الطلبة والمتعلمين والذي كنت أعتقده أنا سابقا أثناء المذاكرة هو أنّ الاختبارات تستعملها لتقييم نفسك وترى هل حفظت الدرس أم لا… لكن الواقع والحقيقة الذي أثبتته الدراسات والعلم أنّ الاختبار هو أهم جزء للتعلّم، كي تتعلّم شيئا ما وتهضمه وتفهمه عليك اختبار نفسك في ذلك الشيء…
يعني من الآن فصاعدا فكّر في مرجع للاسئلة التي ستتعرّض لها بعد الدرس مثل تفكيرك في المرجع الذي ستقرأ به الدرس …
كذلك بيّنت الدراست أنّ فاعلية التعرّض المباشر للأسئلة بعد الدرس في التذكّر تكون أفضل بكثير من التعرض لها بعد أيام من الدرس…
الآن أحضرت الاسئلة كيف تجيب عليها؟؟
أكبر خطأ يقع فيه الطلبة في المذاكرة هو قراءة الاسئلة ورؤية الحل مباشرة، أو يفتح الQCM ويرى الحل وفي باله أنّه سيتذكّر الحل في الاختبار …هنا يا صديقي أنت لا تتعلّم أنت تضيّع الوقت، أنت هكذا تقرأ الاسئلة وتقوم بالتعليم السلبي ذو الفاعلية الضعيفة وليس التعليم النشط…
وهي التي صرّح الباحثون في الدراسة أنّ الطلبة يقومون عند حل المشكلات واستعمال الفلاش كاردز…
الغاية هنا من الاسئلة هو أن تعصر دماغك، أن تدخل في الذاكرة طويلة الامد وتُخرج منها المعلومات العالقة في ذهنك، يعني تخرجها من دماغك أنت وليس الدرس… لكن ماذا لو أخطأت… سؤال جيّد… أصلا أريدك أن تخطئ، لأنّ هذه أفضل طريقة لاستيعاب الدرس… انظر لهرم بلوم الذي تحدّثنا عنه: “التقييم” هذه إعلى درجات الفهم، أن تخطئ ثم تقيّم نفسك وتعرف أين أخطأت ولماذا أخطأت وكيف تصحح خطأك وأين هي المعلومة الصحيحة ولماذا هي صحيحة وكيف ستتذكرها لاحقا هذه كلها عمليات سيقوم بها دماغك تلقائيا وتكون قد أتقنت الدرس… يعني هذا أنّ الذين ارتكبوا أخطاءا أكبر في موضوع وتعلّموا منه، هم أكثر الناس الفاهمين والمستوعبين لذلك الموضوع “هذه تصلح تكون قاعدة حياة وليست في الدراسة فقط” خذ إليك على سبيل المثال توماس اديسون في المصباح وتيسلا في الكهرباء وأينشتاين في النسبية… شيء لم تستوعبه بعد هو شيء لم تخطئ فيه بما فيه الكفاية وتعطي نفسك الوقت الكاف لإيجاد حل له…
من الأفضل أن تكون الحلول للاسئلة في آخر الكتاب بحيث ستجد صعوبة في ايجادها…
اقرأ السؤال وفكّر فيه جيدا واستخرج إجابات من فهمك للدرس… هذه عملية يجب أن تكون مجهدة لدماغك، تماما مثل عملية ضرب العدد 7 في 389 جرب أن تجد حلا لهذه العملية… فكّر … إنّها تستغرق الوقت والتركيز والجهد، هكذا يجب أن تشعر عندما تدرس وتحلّ الأسئلة، أن توصل دماغك للعبء الكاف كي تجبره على التعلّم، هذه هي المشاعر التي يجب أن تحسّها…
لكن ماهو أفضل نوع من الاسئلة؟؟
نعم يا صديقي بحثت لك عن هذا، أغلب الطلبة في الجامعات وخاصة في الطب الاختبارات الرسمية تكون على شكل QCM أو الاسئلة متعدّدة الاجابات، لكن أثبتت الدراسات أنّها ليست أفضل الاسئلة من أجل التعلّم والمذاكرة، لأنّها لا تجهد الدماغ بشكل كاف أو العبء المعرفي لديها ضعيف، مقارنة بالأسئلة ذات الإجابات المفتوحة أو الأسئلة ذات الاجابات المختصرة، التي تعتبر أفضل الاسئلة لاستيعاب المعلومات وحفظها وترسيخها في الذاكرة طويلة الأمد…
ومنطقيا… كنت أنتقد طريقة اختبار الاجابات المتعددة في الطب، لأنّ في النهاية عندما نرى الغاية من تعلّمك، التي هي تشخيص المرض وعلاج المريض، لن يأتيك المريض ويقول لك والله أعتقد يا دكتور أنّ لديّ إما فشل قلب أو عدوى رئوية أو فشل كلوي أو فشل في الكبد وأنت اختر أيها مرضي… لكن عليك أنت كطبيب استيعاب كل المفاهيم الطبية ووضع نظامك الخاص للتشخيص وربط أعراض المريض مع الامراض المحتملة وإيجاد الاختبارات الاكلينيكية المناسبة له من أجل وضع تشخيص صحيح واقتراح علاج مناسب له… وهذه كلها عمليات عقلية نشطة ومجهدة لدماغك…
ماذا عن الاسئلة التي تخص الموضوع كيف يجب أن تكون:
هذا مهم جدا أيضا يا صديقي… فاعلية الاسئلة في حد ذاتها… الأسئلة المباشرة التي لها علاقة بالموضوع وتكون على صيغة عنوان من الدرس لكنّها ليست بقوة الأسئلة التي تجعلك تربط المفاهيم وتعمل زوم إين وزوم آوت للموضوع أعطيك مثال على الاسئلة المباشرة:
ماهو فشل القلب؟؟ ماهي أعراض فشل قلب؟؟ ماهي أسبابه؟ كم يضخ القلب من لتر في الدقيقة؟ هذه أسئلة مباشرة لها علاقة مباشرة مع الموضوع لكنّها معزولة…
الأسئلة القوية التي تجعلك تهضم الدرس جيّدا وترسّخه في ذاكرتك، هي من نوع:
لماذا يصاب من لديهم فشل في القلب بضيق في التنفس؟ما هو تأثير تراكم السوائل على وظائف الكبد عند مرضى فشل القلب؟ كيف يمكن أن تؤدي عدوى الفيروسات إلى فشل القلب في الجانب الأيسر؟
والآن بعد أن عرفت أهمية الأسئلة، من أين تأتي بالأسئلة:
يمكنك أن تصنع الاسئلة لوحدك… يعني أنت تسأل نفسك من خلال الدرس وتستخرج الاسئلة المهمة بعد أن حلّلته… لكنّها عملية قد تأخذ منك القليل من الوقت، أو تستعمل مراجع الاسئلة التي لديك…
لكن جلبت لك طريقة عبقرية للحصول على اسئلة ومجّانية وهو أن تستعمل الذكاء الاصطناعي…
هناك ثلاث أجهزة للذكاء الاصطناعي مجانية ويمكنها توفير هذه الخدمة لك: Chat GPT الخاص بشركة أوبن إي آي، Copilot الخاص بمايكروسوفت، Gemini الخاص بشركة غوغل… بعض الخبراء يرشّحون Copilot لميكروسوفت، أنا جربته مع جيميني ووجدت أنّ الاثنين جيّدين…
سأريك الان كيف:
ننسخ الدرس الذي أقرا منه كاملا، ثم أضعه على الوورد، وأكتش فوقه الطلب: هذا درس حول فشل القلب، أريدك أن تعطيني أسئلة مباشرة حول الدرس، وأسئلة متعلّقة بالفهم والاستيعاب للدرس لكن من دون حلول
هذا هو الدرس:
بعدها نلصق الدرس
ونعمل كوبي كولي لكل النص ونضعه على كوبايلوت وأوكييي
وهاهي الأسئلة … الآن قم بالتفكير بكل السؤال والاجابة عليه واعطه الوقت الكاف…
ثم اطلب منه يعطيك حلول هذه الاسئلة …
يمكنك أيضا أن تكتب له أعطني اسئلة متعدّدة الاجابات للنص، لكنني لاحظت أن أغلب الاسئلة ليست جيّدة جدا…
وتستطيع الاستعانة بالذكاء الاصناعي كي يشرح لك جزئية في الدرس، لكن لا تعتمد عليه كليّا لأنّه سيجعلك تتكاسل ولا تعصر دماغك…
بعد أن تجيب على كل الأسئلة تكون قد انهيت درسك، هناك طرق أخرى أيضا جيّدة لتثبت المعلومات أكثر أثناء المذاكرة، لكنّها ليست بفاعلية وقوّة الاسئلة والاختبارات…
الطريقة الأولى هي أن تصنع خرائط ذهنية للموضوع في الورقة، لكن طبعا يا صديقي عليك أن تخرج هذه الخرائط من ذهنك لهذا سمّيت خرائط ذهنية، يعني لا تفتح الكتاب وتبدأ في وضع المخطط على أساسه، بل اصنع الخرائط من فهمك للموضوع وهي طريقة من طرق التعليم النشط…
الطريقة الثانية: هي أن تشرح الدرس لطفل صغير أو تشرح الدرس لنفسك وكأنك طفل ذو خمس سنوات، هذه طريقة فاينمان، تخرج ما استوعبته من الدرس وتعيد شرحه لنفسك والأفضل بصوت مرتفع…
مالذي ستفعله بعد هذا؟؟
حسب الدراسات الشخص الطبيعي ينسى حوالي 50 بالمئة ممّا يقرأه بعد ساعة و70 بالمئة منه بعد 24 ساعة، وضع هارمان ابنغهاوس سنة 1885 بعد ان قام بدراسة حول الذاكرة، مخطط سماه بمخطط النسيان، تميل المعلومات التي نحفظها إلى الزوال والنسيان بسرعة، لكن يتناقص سرعة ومعدّل نسيانها كلّ ما كرّرناها أكثر حتى ترسّخ بقوة في الذاكرة…
قد تقول لي الآن أنّ هذا ما تفعله من خلال تكرار ما تقرأه العديد من المرّات…
لا يا صديقي هناك فرق…
في الدراسة التحليلية الضخمة في سنة 2013، التي تعرّضنا لها في بداية الكورس، وضعت التكرار المتباعد أو Distributed repitition على اساس تقنية ذات فعالية عالية في التعلّم مثل الاسترجاع النشط…
حيث وجدت العديد من الدراسات أنّ كلّما باعدت بين حصص إعادة كلّما تحسّن تذكّرك له في الاختبار وكلما علق في ذاكرتك أكثر… البعض يفسّر هذا بأنّه عندما تعيد الدرس مباشرة بعد المرة الأولى لن يكون تركيزك بنفس الشدة وستخدع نفسك بأنّك قد اتقنت الدرس… لكن عندما تباعد بين الحصص ستجد أنّك نسيت حقا الكثير من التفاصيل وتركّز أكثر لاسترجاعها…
الآن خمّن ما هي أفضل طريقة للاسترجاع عند التكرار؟؟
طبعا يا صديقي عليك أن تراجعها من خلال التعلّم النشط أو الاسترجاع النشط الذي يعتمد على تحفز دماغك لتذكّر المعلومات وتجهده من خلال حل الاسئلة التي راجعت بها…
والآن كيف تنظم بين المراجعة الأولية والتكرار المتباعد؟؟
يمكنك أن تضع ملاحظة على كل تقرأه في جدول تقييم الشهر، كي تعييدها بعد يوم ثم أربع أيام ثم أسبوع ثم أسبوعين أو شهر حسب صعوبتها…
أو يمكنك أن تحمّل تطبيق Anki الذي سيقوم بهذا اوتوماتيكيا من أجلك…
هذا التطبيق اسطوري يا جماعة، ستندم أنّك لم تستعمله من قبل، هو يستعمل تقنية الفلاش كاردز، أي تضع له سؤال على وجه الورقة ثم الاجابة على ظهر الورقة…
ستسألني الآن وتقول لي لقد أخبرتنا أنّ تقنية الفلاش كاردز ذات فعالية منخفضة…
عندما عملت الدراسة وجدوا أنّ الطلبة التي يستعملونها ينظرون للسؤال ثم ينظرون مباشرة للحل وهذه تعتبر وكأنّك تعيد القراءة بدون أي جهد للاسترجاع…
يجب عليك يا صديقي أن تقرأ السؤال وتجيب عليه من خلال الاسترجاع النشط أين تجهد دماغك لتذكر المعلومات المخزّنة في ذاكرتك ولا ترى الحل حتى تتأكدّ أنّك أجبت عليه وإلا أنت تضيّع الوقت
الأنكي تطبيق رائع في المذاكرة، يمكنك أن تصنع الفلاش كاردز الخاصين بك أو تقوم بتحميل فلاش كاردز لطلبة آخرين… يمكنك رفع صور وحتى وضع اوديو، والأهم من كل هذا يمكنك تحديد متى سيعد لك الكارد حسب صعوبتها…
ملاحظة أخيرة من ناحية الآنكي: احرص على وضع الفلاش كاردز حول المعلومات أو المفاهيم الصعبة التي تحتاج حفظها وليس المفاهيم البديهية كي لا يتراكم لديك عدد هائل من الكاردز وتشعر بالملل وأنت تذاكر… البعض يعمل فلاش كارد على أمور مثل: أين يقع القلب؟؟ والإجابة: بين الرئتين
هناك أيضا تقنية جيّدة مثبتة فعاليتها وموضوعة على أساس ذات فاعلية متوسطة، هو التغيير بين المواد في الدراسة أو Interleaved practice أو تقنية الممارسة المتشابكة ، يعني أنّك في اليوم تنوّع بين المواد، ولا تقرأ مادة واحدة كاملة في يوم واحد، هذا له علاقة بزيادة التركيز لأنّ التعرّض لنفس الموضوع ليوم كامل سيشعرك بالملل ويميل دماغك إلى خداعك بأنّك اتقنته كي تهرب منه…
يمكنك كذلك استعمال تقنيات الذاكرة من خلال استعمال التخيّل كتقنية ميموري بالاس وهي تقنية تقوم على تخيّل ما تقرؤه على أساس صور وتضعه في مكان أنت معتاد عليه مثل المنزل، هذا يساعدك على تذكّره بسهولة، وأيضا تقنية المنيمونيكس وهي ربط الكلمات مع بعضها من خلال وضع حروفها الأولى في جملة، وأيضا يمكنك استعمال المشاعر أو قصة لتذكر الأشياء…
وتقنية جرّبتها حديثا لكن ليس في المذاكرة بل في تعلّم البيانو، أخذتها من عالم الأعصاب هيوبارمان تحدّث عنها، هي أنّك وسط الممارسة تتوقف لعشر ثوان دون أن تفكّر ثم تستمر في مذاكرتك، وهي تقنية قوية جدا جدا في تثبيت المعلومات، وكأنّك تعطي دماغك فسحة للتنفيس كي تعيد عصره من جديد…هذه التقنية تحفّز الهيبوكامبس المركز المسؤول على الذاكرة والتعلّم في الدماغ ب10 أضعاف…
سألخّص لك الآن يا صديقي كلّ شيء عن المذاكرة الفعّالة قبل أن نمر لجزء التركيز وتنظيم الوقت…
كي تقوي تعلّمك لأقصى درجة ممكنة يجب أن تمارس التعلّم النشط الذي تقوم فيه بعصر دماغك من خلال تحليل المعلومات التي تدرسها: التحليل يكون من خلال ربط المعلومة مع الصورة الصغرى والصورة الكبرى للموضوع والمادة ككّل، قارن وميّز واسأل لماذا عن كلّ مفهوم جديد….
اختبر نفسك مباشرة بعد أن تنهي تحليل النص، من خلال الأسئلة ذات الاجابات القصيرة، واعصر دماغك في إيجاد الاجابات، وحاول أن تشرح لنفسك الدرس بعد أن تنهي الأسئلة أو ضع خرائط ذهنية كملخص للموضوع…
ثم ضع الاسئلة وإجاباتها على برنامج الأنكي واحرص على بذل مجهود في التذكر وأنت تقوم بالتكرار المتباعد على الفلاش كاردز…
5. التركيز أثناء المذاكرة:
سأعطيك الآن القواعد المهمّة للتركيز وأيضا لتنظيم الوقت، دون ذكر التفاصيل والدراسات لأنّ كلاهما يحتاج كورس لوحده، سأعطيها لك كقواعد مهمة جدا عليك التقيّد بها
أهم القواعد للتركيز:
أولا-المشتتات:
نحن في عصر المشتتات يا صديقي، كل شيء يتنافس بل ويتقاتل على انتباهك، أغلى سلعة في هذا العصر هو انتباهك، لن يتركك أي شيء لحالك، إذا لم تقرّر أنت بوعي أن تركّز فيما تريده فأنا أضمن لك أنّك ضمن مخطط شخص آخر ركّز في حياته…
قبل أن تبدأ حصة المذاكرة، قم بوضع الهاتف في وضع الطيران والصامت، الطيران من أجل المكالمات والصامت من أجل اشعارات التطبيقات وضع الهاتف في غرفة أخرى، كي تجعل حاجز مكاني بينك وبينه…
لا تخدع نفسك هذه هي الطريقة الوحيدة كي تركّز جيدا وتجبر دماغك على التفكير فيما تراه أمامك…
ثانيا-النوم:
هل تعلم يا صديقي أن جزء كبيبر من الذاكرة يتم ترتيبها وتنظيمها أثناء النوم، عندما تحفظ شيئا ما ينتظر الدماغ حتى تنام ليبدأ في تحليله وترسيخه في الذاكرة، النوم والأحلام وخاصة مرحلة الرام سليب مهمة جدا جدا في الذاكرة والتعلّم، تحدّثت عن هذا في فيديو لماذا نحلم، اطلع عليه يا صديقي…
ثالثا- التأمل:
التأمل هو أقوى عادة ومهارة تدمجها في حياتك، أنت تضيّع الكثير لأنّك لم تشاهد الفيديو الذي وضعته على التأمل ولماذا يجب أن تتأمّل، بالتأمل تتعلّم كيف تتحكم بأفكارك وتتنجنب السرحان أثناء المذاكرة، وتوجّه كل تركيزك في اللحظة الراهنة، والتغلّب على الوسواس والمشاعر التي تأتيك أثناء التعلّم والمذاكرة، إضافة إلى أنّه يمكن للمتأملين المحترفين مضاعفة تركيزهم وتعلّمهم بعشر أضعاف…
رابعا- اخلق بيئة مناسبة للتركيز:
البيئة التي تدرس فيها مهمّة، حاول أن تجد مكانا خاليا من التشتيتات والفوضى ولا يمكن لأي شخص أن يقطع سيل تركيزك…
خامسا- توقّف عن مشاهدة الشورتس:
التيك توك والشورتس يقتلون انتباهك ويضعفون تركيزك لأنّهم يعملون على نظام الدوبامين لديك، بمجرّد توقفك عن مشاهدتهم ستلاحظ أن تركيزك عاد للطبيعي
نمرّ ل
6. تنظيم الوقت:
وضعت فيديو أثناء دراستي للطب كيف استطعت تعلّم الشطرنج وصرت محترفا فيها وتعلّمت الغيتار والمونتاج والفوطوشوب وفتحت قناة اليوتوب وكتبت أكثر من مئة مقالة، كلّ هذا وأنا أدرس الطب… هذه بعض القواعد التي عليك اتباعها كي تنظّم وقتك جيّدا
أهم قاعدة- الأولى:
أنت لديك كل الوقت لتصل لأي شيء تريده، أنت تضيع فقط وقتك في أشياء ليس لديك فيها أولوية، مثل السوشيال ميديا والشورتس، حدّد أولوياتك وتوقّف عن فعل الاشياء التي ليس لديك فيها أولوية.
ثانيا-قوّة الارادة:
كن على علم أنّ لديك مخزون تركيز وإرادة محدود خلال اليوم، ما تفعله منذ أن تنهض من الفراش يستنزف من إرادتك، احرص على فعل الأشياء التي تتطلّب منك إرادة قوية وتضعها كأولوية في بداية اليوم كي لا تصل لها في نهاية اليوم وتكون قد أنهكت يومك.
ثالثا- احرص على تحديد ما ستفعله في الصباح قبل أن تنام:
هذه طريقة سحرية تجنبّك الكثير من المقاومة، يجب أن تجربّها يا صديقي، حدّد الدروس التي عليك قراءتها في الصباح أو الجزئية التي عليك مراجعتها قبل أن تنام، هذا سيجنبّك تضييع الكثير من الوقت في الصباح وأنت في أعلى طاقتك وتدخل في التدفق بسرعة بمجرّد جلوسك على المكتب…
رابعا-تذكّر لا يوجد تحفيز:
إيّاك أن تنتظر التحفيز يا صديقي كي تبدأ أي شيء، ولا تشاهد الفيديوهات التحفيزية مجرّد خدعة، هل تعلم أنّ أصلب رجل في العالم ديفيد غوغنز الذي يستعملونه في كل الفيديوهات التحفيزية لا يشاهد هذه الفيديوهات، انتظار التحفيز هو أكبر سبب للتسويف والتأجيل لأنّك تنتظر دائما أن تأتيك الرغبة لتبدأ، وخمّن يا صديقي لن تأتيك أبدا الرغبة، سأعطيك السر: أنت ابدأ المذاكرة أو التركيز في الشيء الذي تريده وستتبعه المشاعر
7. كيف تتعامل مع التوتّر وضغط الاختبار:
هذا الجزء أعدكم أعمل له فيديو لوحده، لكنني سأعطيك تقنيات جيّدة للتعامل مع الضغط،
الشعور بالضغط بشكل عام يأتي من رغبتنا في التحكم في نتيجة مستقبلية أو رغبتنا في التحكم في شيء لا يمكن التحكم به، القليل من التوتّر جيد للعمل لكن الكثر منه يشلّنا ويعيقنا عن العمل:
أوّل وأفضل الاشياء للتعامل مع الضغط هي الرياضة، الرياضة هي مضاد الاكتئاب والتوتّر الأقوى في الطبيعة وتتفوّق حتى على الأدوية مضادات الاكتئاب ركز على ممارسة الرياضة على الأقل مرتين أو ثلاث في الاسبوع…
ثانيا-استعمل التقنية العمودية:
تبدأ كل مشاكل القلق بشكل عام بكلمة ماذا لو؟؟
ماذا لو لم أحصل على علامة جيّدة في الاختبار؟؟ ماذا لو أعدت السنة؟؟ ماذا لو جاء الاختبار صعبا؟؟ ماذا لو كان الاختبار خارج المنهاج؟؟
أفضل طريقة للتعامل معها هي الرد عليها بعبارة وماذا بعد؟؟
ستتبع الفكرة عموديا للعمق حتى تصل لجذرها وستعرف بعدها المصدر الذي يسبب لك القلق والاكتئاب، في الغالب ستصل إلى قناعة شخصية أو صدمة تعرّضت لها وترمي لك الافكار السلبية، عليك العمل على هذه القناعة أو الصدمة وسيختفي التوتّر مباشرة
ثالثا- احرص على الاكل الصحي الخضر والفواكه
رابعا- احرص على التركيز في التفكير على الأشياء التي تسطيع تغييرها: مثلا كل مالديك الآن هو أن تذاكر وهذا أقصى ما تستطيع فعله، لا يمكنك أن تتحكم في المستقبل أو تعرف مالذي سيحصل في المستقبل وتحصل على ضمانات عليه، لهذا كل ما تأتيك فكرة تخصّ المستقبل اعرف أنّها فكرة شيطانية وغير صحيحة وغير مطابقة للواقع وركزّ فيما لديك الآن… تذكّر أحسن شيء تقوم به هو ما ستفعله الآن
Comments 1