Table of Contents
1. صناعة الدواء والأخلاق
“حذار: هذا المقال ليس للاستشارة الطبية، إذا كنت تتناول مضادات الاكتئاب لا تتوقف عن تناولها فجأة دون استشارة طبيبك، لأن توقفك المفاجئ عن تناولها سيكون له أضرارا وخيمة على صحتك النفسية والجسمية…”
يقال أن جميع المهن يتمنى لك صاحبوها الشر إلا السارق يتمنى لك أن تكون غنيا كي يسرق منك، حتى الطبيب يتمنى لك أن تمرض كي يشتغل، والصيدلي كي يبيع دواءه…
ما مدى صحة هذه المقولة الشعبية عندما نضعها أمام أنظمة كبرى عالمية تتكفل بعلاج الناس؟؟ هل يمكن فعلا أن تكون أنبل مهنة للانسانية “الطب” يتم استغلالها لسرقة أموال الناس بالباطل؟؟ مالغاية الرئيسية لشركات الأدوية؟؟ هل هي معالجة الأمراض أم الأرباح والأموال الطائلة؟؟ كيف تتلاعب شركات الأدوية بالميديا والناس وحتى الأطباء كي تسوّق لأدويتها؟؟ لماذا تتنافس هذه الشركات بالذات على الأدوية النفسية ومضادات الاكتئاب وتحارب من أجل بقائها في السوق؟؟ لماذا هناك جلبة كبيرة وجدال حول فعالية مضادات الاكتئاب؟؟ وهل الأدوية النفسية فعلا مفيدة؟؟
2. نبذة عن الأمراض النفسية والاكتئاب وعلاجها
يعتبر الاكتئاب من أخطر الأمراض التي قد يتعرض لها الانسان، كما أخبر عنه عالم الأعصاب الشهير الشهير روبرت سابولسكي
“أنّ أسوأ مرض قد يتعرض له الانسان ليس السرطان ولا الأمراض المعدية بل هو الاكتئاب”،
فبقية الأمراض العضوية تهاجم أعضاء الجسم المختلفة ويكون لها أعراض مختلفة تظهر على الجسم، وقد يؤدي تفاقمها إلى وفاة المريض، لكن الاكتئاب يهاجم مباشرة رغبة الانسان في العيش، ويقتل كل ذرة حماس لأنشطته اليومية ويحطم كل أمل له في الحياة ويدمر تقديره الذاتي، فيوصل مصابه إلى أن يقتل نفسه بنفسه…
منذ القدم شكلت الأمراض النفسية تحديا كبيرا للعلماء والأطباء في دراستها وتشخصيها، وإمكانية إخضاعها للمنهح العلمي التجريبي ودراستها بنفس الأساليب التي يتم بها دراسة الأمراض العضوية، لأنّه لا توجد أعراض فعلية ملموسة تظهر على الجسم كالحمى مثلا أو آلام في عضو معين، وهذا شكّل عائقا كبيرا في فهم مصدرها وسببها وخاصة علاجها…
إضافة إلى العلاج النفسي التحليلي الذي طوّره فرويد، حاول الطب التجريبي الدخول في الميدان النفسي وأول ما بدأ به هو الصاعق الكهربائي حيث يتم وضع خوذة وصعق المريض بتيار كهربائي…
ثم حاول الجراح البرتغالي أنتوني ايغاز في خمسينيات القرن الماضي إدخال الجراحة في العلاج فيما يسمى بال “Lobotomy”من خلال مسمار طويل يتم إدخاله بين الحواجب إلى المخ وتحريكه لفصل الفص الجبهي عن باقي فصوص المخ، وانتشرت هذه العملية وتم إخضاع عشرات آلاف المرضى لها، حتى تم اكتشاف أن هذه العملية تشكل خطر كبير على المصابين هذا إذا لم يموتوا بعدها مباشرة…
3. تاريخ إكتشاف مضادات الاكتئاب:
ليتم اكتشاف أول الأدوية النفسية بالمصادفة من خلال أبحاث حول التخدير، تم إعطاء بعض المرضى Antihistamine على أساس يقوم بتثبيط الجهاز العصبي وبالتالي يقلل من احتمالية التعرض للصدمة الديناميكية الدموية، هذه الأعراض الجانبية لمضادات الهيستامين الذي هو أصلا دواء يستعمل لعلاج الحساسية، تؤدي للاسترخاء والرغبة في النوم، من هنا جرّب الباحثون استخدامه على المصابين بأمراض نفسية ولوحظ تحسن على حد قولهم، ليتم بعدها استخراج دواء Chlorpromazine وعرضه في السوق على أساس أنه دواء نفسي يعالج الشيزوفرينيا والذي انتشر في كل أنحاء العالم وحقق نجاح كبير ومبيعات هائلة لشركة الدواء المنتجة، من هنا علمت هذه الشركات أن الأدوية النفسية تشكل سوق مربحة جدا ويجب التنافس عليها…
لم يستمر نجاح دواء Chlorpromazine، حيث تم انتقاده من الكثير من الأوساط العلمية، وتم سحبه من السوق وحصر استعماله فقط في المصحات النفسية، وطرح في بداية الستينات الValium كأول مضاد قلق، وأقيمت عليه حملة إعلانية ضخمة وحقق نجاح ساحق وبقي لعقد من الزمن “من 1969إلى 1982” كأكثر دواء يتم بيعه واستهلاكه على مستوى العالم، لتصعد الشركة المنتجة له La-Roche وتصبح من أكبر الشركات العالمية المنتجة للدواء وتربح مليارات الدولارات فقط من هذا الدواء، لكن وكأيّ دواء نفسي آخر بعد عدة سنوات تم اكتشاف أعراض جانبية خطيرة للدواء كالادمان وأعراض الانسحاب الخطيرة المصاحبة له، وحتى الانتحار وتم سحبه من السوق ووضع قواعد صارمة لوصفه للمرضى…
وفي ظل كل هذه الطروف كانت هذه الشركات تتنافس بقوة لعرض إوزتها الذهبية التي ستحقق لها أموالا طائلة وعرض أول مضاد اكتئاب في السوق، والذي سيكون محل حديثنا هنا…
لماذا تركز شركات الأدوية الآن على مضادات الاكتئاب بالذات وتنفق ميزانيات ضخمة للتسويق لها رغم وجود الكم الهائل من الأمراض والأدوية المصاحبة لها؟ لماذا يوجد جدل كبير الآن حول فعالية هذه الأدوية في علاج الاكتئاب؟؟ وهل تم فعلا التأكد من فعاليتها قبل عرضها في الأسواق؟؟ كيف تسوّق هذه الشركات للأدوية النفسية؟؟
قبل التحدث عن مضادات الاكتئاب وأنواعها وكيف تم اكتشافها والأبحاث التي أجريت والجدالات القائمة عنها، سنتطرق في مقدمة قصيرة عن مبدأ عمل النورونات كقاعدة تستطيع بها فهم مبدأ عمل هذه الأدوية وكيف تم اكتشافها …
4. كيف يعمل الدماغ البشري وعلى أي أساس تؤثر فيه مضادات الاكتئاب؟
يعتبر الدماغ البشري من أكثر المخلوقات تعقيدا في الكون، هذا العضو الرئيسي الذي يزن 1.4 كيلو غرام والذي يمثل قرابة 5% فقط من وزن الجسم، ويستهلك أكثر من 20% من طاقة الجسم، يحتوي الدماغ على الخلايا العصبية والتي يقدر عددها ب86 مليار خلية عصبية والتي تتشابك فيما بينها وتعمل بشكل متناسق وموحد لتشكل وعيك وتسيطر على جسمك ووظائفه…
ترتبط كل خلية عصبية في الدماغ مع مجاورتها من خلال فراغ صغير يسمى المشبك، وتكون الخليتين والمشبك مع بعضها الوحدة الأساسية الأولية في الدماغ، يصل التيار الكهربائي إلى نهاية الخلية العصبية الأولى وكي ينتقل إلى الخلية الثانية المجاورة لها عليه المرور عبر المشبك، هنا تفرز الخلية الأولى جزيئات كيميائية تسمى “النواقل العصبية” في المشبك، وهذه النواقل العصبية ترتبط بغشاء الخلية الثانية، وتقوم بإنشاء تيّار كهربائي في هذه الخلية، وهكذا يكون التيار قد انتقل من الخلية الأولى إلى الثانية، بعد انتقال
التيار ينتهي دور النواقل العصبية ويقوم إنزيم “في الغالب يكون انزيم MAO” بتفكيك هذه النواقل كي ينتهي دورها ولا تحفز من جديد انتقال التيار في الخلية الثانية …
من أهم النواقل العصبية الموجودة في الدماغ والتي تسمح بمرور التيار الكهربائي عبر المشابك هي:
الدوبامين: ومعروف باسم هرمون السعادة وهو مسؤول عن التحفيز والتشجيع لانجاز المهام والسعي والشعور بالمتعة وتعديل مختلف الوظائف العقلية…
السيروتونين: هو هرمون موزع في جميع أنحاء الجسم وخاصة في المخ مسؤول عن تعديل المزاج والشهية والرغبة الجنسية…
النورأدرينالين: وهو هرمون مسؤول عن التعامل مع التوتر والخطر من وضع الهجوم أو الهرب وإخراجك من المواقف الحرجة…
الغلوتامات: مسؤول عن نضج الدماغ من الصغر، والتعلم والذاكرة…
الآن بعد أن فهمت ببساطة المبدأ الذي تعمل به النورونات وأهمية النواقل العصبية التي يمثل أي خلل فيها خطر كبير على الدماغ، سيمكننا بسهولة الآن فهم المبدأ الذي تعمل به مضادات الاكتئاب والفروق التي بينها، وكيفية تأثيرها، وأعراضها الجانبية…
فكيف اكتشفت مضادات الاكتئاب؟؟ ومما استخرجت؟؟ وما أنواعها والفروق التي بينها؟؟ وما أعراضها الجانبية؟؟
5. هل اكتشفت مضادات الاكتئاب على أساس علمي؟
بعد اكتشاف الChlorpromazine واستخراجه من مضادات الهيستامين التي تم تطويرها بالأساس لمعالجة أمراض الحساسية، ونجاحه في السوق وأثره في معالجة الشيزوفرينيا، شجّع الباحثين وشركات الأدوية على الاستثمار في المركبات الكيميائية لمضادات الهيستامين Antihistamine، وتم التلاعب بهذه المركبات الكيميائية حتى استخرج مركب آخر منها، وتم تجريبه على المصابين بالشزوفرينيا، لكن لم يجدوا أي أثر إيجابي في علاج، الشيزوفرينيا بينما لاحظ الباحثون أن المصابين بالشيزوفرينيا الذين كان لديهم أعراض اكتئاب تحسن في مزاجهم ونشاط وحيوية غير مسبوقة لديهم بعد 6 أسابيع من تناول الدواء، من هناك عرضت هذه الدراسة سنة 1957 في اجتماع عالمي لأطباء الأمراض العقلية والنفسية، وتم تسمية الدواء بالImipramine “ايميبرامين” وعرضه في الأسواق كأول مضاد إكتئاب من نوع مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات”Tricyclic Antidepressants” …
في نفس الوقت الذي كان يتم فيه العمل على مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، كان الباحثون يطورون أدوية مضادة لداء السل “Tuberculosis”، وتم استخراج دواء Iproniazid وأثناء تجريبه على المصابين بمرض السل لوحظ أنه يقوم يتحفيز الجهاز العصبي المركزي، والتي في البداية تم اعتبارها كأعراض جانبية للدواء، لكن لاحقا تم عمل دراسات وتجارب على مرضى الاكتئاب، وسنة 1957عرض في السوق كمضاد للاكتئاب من نوع IMAO”MonoAmine Oxidase Inhibitors” أو مثبط الاكسيداز أحادي الأمين…
رغم اكتشاف تأثير هذه الأدوية على الأعراض إلا أنه لم يكن يمكن للباحثين معرفة طريقة تأثيرها والميكانيزم الذي تعمل به، حتى بعد سنوات من عرضها في السوق تم وضع فرضيات لمبدأ عملها، والتأكد من تلك الفرضيات، حيث يعمل مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات على تثبيط عودة كل من النورأدرينالين والسيروتونين إلى النهايات العصبية وبالتالي يدوم تأثير هذه النواقل العصبية ويزداد عددها في المشابك…
بينما تعمل مضادات الاكتئاب المثبطة للاكسيداز أحادي الأمين على تثبيط عمل الانزيم MAO الذي تحدثنا عنه سابقا وبالتالي لا يقوم هذا الانزيم بتفكيك النواقل العصبية ويزداد عددها في المشابك…
وفي ستينات القرن الماض من خلال أبحاث حول مضادي الاكتئاب التي تم عرضها، نشأت الفرضية الأولى حول سبب التعرض للاكتئاب، ورجح الباحثون أن السبب هو نقص في هرمونات النورأدرينالين في الجهاز العصبي، يعني من خلال عمل الدواء على الأعراض تم البحث بالاستدلال عن سبب المرض…
لكن هذه الفرضية لم تدم طويلا ووجدت نظرية أخرى حول سبب الاكتئاب، فما دام كلا الدوائين Imao و Tricyclic يؤثران على كلا الناقلين النورأدرينالين والسيروتونين، تم افتراض أن نقص هرمونات السيروتونين هي المسؤولة عن الاكتئاب…
وبعد سنوات من استعمالها تم اكتشاف أعراض جانبية خطيرة لمثبطات اكسيداز أحادي الأمين Imaoمنها تسمم الكبد وارتفاع خطير لضغط الدم الذي قد يشكل خطر كبير على الدماغ، إضافة تفاعلات السلبية مع الادوية الأخرى والريجيم الحاد الذي على المريض اتباعه كي لا تزيد الأعراض الجانبية، أنقص هذا من وصف الدواء وتم تحديد استعماله فقط في بعض الحالات المستعصية التي لا يوجد فيها بديل…
كذلك الأعراض الجانبية الكثيرة لأدوية ثلاثية الحلقاتTricyclic كجفاف الفم وجفاف العين ونوبات الصرع، وضبابية في الرؤيا، والتعب والخمول والنعاس والارتباك، والقيء واحتباس البول والصداع، وضعف القدرة والرغبة الجنسية واكتساب الوزن، وانخفاض ضغط الدم…التي تسبب قلق كبير لمتناوليها جعلت المختصين يبحثون عن بديل أكثر أمانا وأقل خطورة من حيث الأعراض الجانبية …
هذا شجع شركات الأدوية على البحث عن بديل لهذه الأدوية كي يستمر نجاحها في السوق، ومع بروز فرضية السيروتونين، التي تم تجريبها على الحيوانات ولوحظ تحسن وحيوية أكثر في سلوكهم، جندت شركة Eli Lilly الأميريكة للأدوية في السبعينات فريق بحث لتطوير مضاد اكتئاب يختص في عمله على رفع معدلات السيروتونين في الدماغ، وكما يقول المثل الفرنسي “On ne change pas l’équipe qui gagner” أو بالعربي ” لا يجب تغيير الفريق الرابح” عمل هذا الفريق على التلاعب بمركبات الأدوية المضادة للهيستامين Antihistamines التي تحدثنا عنها سابقا والتي هي مضادات حساسية، وتم التلاعب بجزيئاتها واستخرج أول مركب مختص في السيروتونين والتي تسمى SSRI serotonine selective reuptake” inhibitor” أو ” مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية” والذي يعمل على منع السيروتونين من العودة إلى النهايات العصبية وبالتالي يزداد تركيزها في المشابك ويبقى تأثيرها لمدة أطول والذي سمي بFluoxitine، وسنة 1989 تم قبول الدواء بعد تجريبه على المرضى من منظمة
الغذاء والدواء الأمريكية FDA، وعرض في السوق باسم Prozac…
إذا لم تسمع بهذا الاسم من قبل “بروزاك” فدعني أخبرك أن هذا الدواء حوّل شركة Eli Lilly من شركة دواء عادية إلى عملاق عالمي، وجلب لها عائدات وأرباح ضخمة تقدر بملايير الدولارات، وصنف كأكثر دواء نفسي في سرعة انتشاره حول العالم ونمو أرباحه، فبعد سنة واحدة من عرضه في السوق أصبح أكثر الأدوية مبيعا في شمال أمريكا، وبعد أربع سنوات صار ثاني أكثر دواء مبيعا على مستوى العالم، ليصبح هذا الدواء إلى الآن هو الرائد في مضادات الاكتئاب، وتقيم عليه الشركة حملات إعلانية ضخمة للترويج له، ويصبح مضاد الاكتئاب والدواء النفسي الأول على مستوى العالم.
رغم أنّ بروزاك ومثبطات إعادة السيروتونين الانتقائية على العموم حققت انتشار عظيم على مستوى العالم، لوحظ عليها العديد من الأعراض الجانبية التي سنتحدث عنها لاحقا، وفي بدايات التسعينات تم استخراج نوع جديد من مضادات الاكتئاب يسمى SNRI أو “Serotonine Noradrenaline reuptake inhibitors” أو “مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والأدرينالين” وهي أدوية تمنع امتصاص كلا الناقلين العصبين السيروتونين و الأدرينالين في المشابك العصبية وأكثر اختصاصا ودقة من مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات وأقل خطورة من ناحية الأعراض الجانبية، لكنها لم تلق رواجا كبيرا مثل SSRI، ولم تكن فاعليتها أقوى…
وآخر الأبحاث الآن سنة 2019 خرج نوع جديد تم الموافقة عليه من منظمة الغذاء والدواء الأمريكية يعرف باسم الكيتامين Ketamine، تم تطويره في العقود الأخيرة يعمل على زيادة تركيز الناقل العصبي الغلوتامات في الجهاز العصبي، لكنها مازالت قيد المراقبة والتجريب…
كانت هذه نبذة تاريخية عن مضادات الاكتئاب، تعمدت عرض هذه المقدمة كي تستطيع بسهولة فهم الجدال القائم حول هذه الأدوية، ويمكنك التقرير بنفسك حول فاعليتها عندما أعرض لك الأدلة القادمة…
6. هل مضادات الاكتئاب فعّالة حقا ضد الاكتئاب؟
الآن وصلنا للجزء المهم من القصة، لماذا هناك جدال كبير حول مضادات الاكتئاب؟؟ هل هي فعلا فعّالة؟؟ هل تعالج مضادات الاكتئاب الاكتئاب؟؟ هل يمكنك الاعتماد عليها كي تشفيك من الاكتئاب؟؟ وماهي الأعراض الجانبية الخطيرة لها؟؟
للاجابة على هذه الأسئلة بشكل ممنهج، علينا أن نرى الموضوع من منظورات مختلفة، ونحكم على أساسها، بعدها نستطيع أن نقرر هل مضادات الاكتئاب فعالة أم لا؟؟وهل يمكنك الاعتماد عليها أم لا؟؟!!
سنراها من المنظور التاريخي وطريقة استخراجها، من حيث مبدأ عملها وتأثيرها على الدماغ، من حيث فاعليتها على الأمد القريب وأعراضها الجانبية، ومن حيث فاعليتها على الأمد البعيد…
7. أولا-تاريخها والطريقة التي اكتشفت بها:
كما لاحظت من النبذة التاريخية التي عرضناها، لم يتم تطوير هذه الأدوية بناء على دراسات وفهم معمق للمرض، وتحديد السبب الحقيقي للاكتئاب، بل تم تطويرها بناء على الأعراض فقط وملاحظة فعاليتها على الأعراض، هذا يعني أنّه من البداية كان الباحثون يريدون معالجة الأعراض فقط، وإذا كنت غير متعود على مفهوم العرض والمرض سأعطيك مثال: وأنت في الطريق على سيارتك لاحظت رقاص الحرارة على السيارة مرتفع جدا، ماذا تستنتج من هذا؟؟ أن هناك عطل في المحرك، لكنك لم تقم بفتح المحرك بل كسرت لوحة السيارة وعدلت رقاص الحرارة كي يصبح في الطبيعي وتظن أنك قمت بحل المشكل من جذوره، إذن فالعطل في المحرك هي المرض والرقاص هو العرض فقط الذي يدل على الخلل…وبمقارنة اكتشاف مضادات الاكتئاب باكتشاف الأنسولين مثلا، في مرض السكري فهم الباحثون سبب المرض بالتحديد وحددوا مكانه في البنكرياس بعدها اكتشفوا الهرمون المسؤول عن تعديل السكر في الدم واستخلصوا هذا الهرمون من البنكرياس، وتم حقنه وتجريبه على المرض وفعلا كانت نتيجته واضحة وعالج المرضى الذين يعانون من السكري…
لكن في مضادات الاكتئاب الأمر مختلف، اكتشف الدواء أولا وعلى أساس الدواء أسسوا نظريات حول المرض، علقت منظمة الصحة الأمريكية للأمراض النفسية والعقلية ساخرة حول هذه الطريقة في كتابها المدرسي “Textbook” سنة 1999 ” أن الاعتقاد القائل أن سبب الاكتئاب هو نقص في السيروتونين بسبب أن الدواء الذي يمنع الاكتئاب
يزيد السيروتونين هو مشابه للادعاء أن مادام الأسبيرين يسبب نزيف دموي في الجهاز الهضمي، فإن الصداع هو نتيجة النزيف الدموي الحاد وبالتالي فإن علاج الصداع بالاسبيرين يتعلق بالنزيف الدموي الحاد …” وكما لاحظت الفرضيات بداية قالوا أن نقص الأدرينالين هو السبب، ثم نشأت فرضية السيروتونين، ثم نشأت فرضية أن كلاهما
السيروتونين والأدرينالين هي السبب، والآن يرجحون أن الغلوتامات هو السبب…
8. ثانيا- من حيث مبدأ عملها وتأثيرها على الدماغ:
أقوى وأشهر وأكثر مضادات الاكتئاب استعمالا ورواجا على مستوى العالم هي SSRI التي تم تطويرها لتثبيط إعادة امتصاص السيروتونين في المشابك، وعلى أساسها تم الافتراض أن سبب الاكتئاب هو نقص في هرمون السيروتونين في الدماغ، وهذا ما سيخبرك طبيبك أن هذه الأدوية تقوم بتعديل خلل الهرمونات في دماغك، لكن الحقيقة شيئ مختلف تماما، لا يوجد دليل علمي حقيقي حتى الآن يبين طريقة عمل مضادات الاكتئاب، بل حتى لا يعلم العلماء السبب الحقيقي للاكتئاب، كما بيّن بحث من جامعة ماك ماستر الكندية سنة 2015 “انه من المستحيل قياس بدقة كيف يحرر ويستعمل الدماغ الحي السيروتونين…”
صرح طبيب الأمراض النفسية والعقلية دانيال كارلات في مقابلة له حول كتابه “UNHINGED” الذي يتحدث حول الصراع القائم في مجال الطب النفسي والعقلي، “نحن لا نعلم كيف تعمل الأدوية النفسية في الدماغ، عندما يسألني أحد المرضى حول الأدوية، سأجيب في الغالب، “حسنا، الطريقة التي يعمل بها زولوفت(مضاد اكتئاب من نوع SSRI) أنه يزيد مستويات السيروتونين في دماغك، في مشابكك، وفي الأعصاب… ونحن نظن أن سبب اكتئابك أن لديك نوع من النقص…” وأنا أقول هذا ليس بسبب أنني فعلا أؤمن به…أقول هذا لأن المريض يريد سماع هذا…وأقول هذا لأن المريض … بالتأكيد لا يريد سماع أن الأطباء النفسيين ليس لديهم أي فكرة كيف تعمل هذه الأدوية “…
وفعلا نظرية نقص السيروتونين التي تروج لها شركات الأدوية غير مدعومة علميا، وبالعكس وجد في دراسة سنة 2007 تم اخضاع مجموعة من الناس لنقص حاد في الحمض الأميني تريبتوفان وهو حمض مسؤول عن تركيب السيروتونين في الدماغ وبالتالي يؤدي هذا إلى نقص حاد في السيروتونين في الدماغ لكن لم يلاحظ تغير في المزاج للأشخاص الأصحاء غير المصابين بالاكتئاب، ومنه استخلصت التجربة أنه لا يوجد علاقة مباشرة بين نقص النواقل العصبية السيروتونين والأدرينالين وبين الاكتئاب…
وفيدراسة من باحثين في أستراليا سنة 2008 تم قياس كمية السيروتونين العائدة من الدماغ من خلال الوريد الوداجي “Jugular Vein” وجد ارتفاع مستويات السيروتونين
عند المصابين بالاكتئاب الذين لم يخضعوا لعلاج بالأدوية، وهذه الدراسة عكس ما روجت له نظرية نقص السيروتونين عند المصابين بالاكتئاب…
وكدليل أخير هو دواء Tianeptine “تيانيبتين” هذا الدواء مصنف كمضاد اكتئاب، والدراسات الاكلينيكية بينت فعالية موازية لمضادات الاكتئاب الأخرى في علاج الأعراض، لكن الشيء المختلف والمناقض هو أن هذا الدواء يعمل بمبدأ عكس تماما SSRI فهو يزيد امتصاص السيروتونين في النهايات وبالتالي يخفض تركيز السيروتونين في المشابك…
9. ثالثا: من حيث تأثيرها على الأمد القريب وأعراضها الجانبية:
يخبر أغلب الأطباء مرضى الاكتئاب في بداية تناوله أن مفعوله يستغرق أسابيع، كي يشعر بتحسن، يعني أنّ الدواء ليس له مفعول على الأمد القريب، ويلاحظ أعراض جانبية بعد تناوله كضبابية في الرؤيا وانتفاخ العين، وقد تحدث هلوسات بسبب ارتفاع معدلات السيروتونين، صداع، ارتباك، ارتجاف، أرق، ضعف، آلام، تغيرات في الوزن والشهية، اسهال، قيء، جفاف الفم، وضعف الرغبة الجنسية ومشاكل جنسية متعددة…
لكن أخطرها جميعا هو “الانتحار” هل تعلم أنه من أعراض مضادات الاكتئاب الغير الشائعة ارتفاع في محاولات الانتحار في الأيام الأولى بعد تناول أدوية SSRI، خاصة لدى الأطفال ولدى المصابين الأقل من 25 سنة، نشرت جامعةكوبنهاغن الدنماركية للطب سنة 2016 دراسة ضخمة أثبتت ارتفاع بمعدل الضعف في التفكير بالانتحار وفي التصرفات العنيفة لدى الأشخاص غير مصابين بالاكتئاب والذين تناولو مضادات اكتئاب، وبينت هذه الدراسة أن محاولات الانتحار ليست مقتصرة فقط على الأطفال بل على البالغين أيضا، من خلال تتبع دراسات قام بها باحثون مستقلون لا تدعمهم شركات الأدوية، وصرحت هذه الدراسة بشكل واضح على عكس باق الدراسات أن زيادة
في نسب الانتحار لكل من يتناول هذه الأدوية في كل الأعمار… كي يتم قبول أي دواء ويعرض في السوق ليتناوله المرضى، عليه أولا أن يتفوق على البلاسيبو في علاج ذلك المرض، ماهو البلاسيبو؟؟
البلاسيبو هو مادة ليس لها أي علاقة بالمرض، في الغالب تكون مكونة من ماء وسكر، تعطى للمصابين أثناء القيام بالأبحاث على أساس أنه دواء يعالج المرض، ثم تقارن مع فعالية الدواء المراد معرفته…
سنة 2014 نشر ايرفينغ كيرش البروفيسور في الأمراض النفسية والعقلية بحث بين فيه الدراسات السابقة التي أثبتت أن فعالية مضادات الاكتئاب لا تتجاوز فعالية البلاسيبو، يعني لو تناول المرضى أقراص سكر على أساس أنها مضادات اكتئاب سيتحسنون بنفس النتيجة لو تناولو الأدوية الفعلية، وبينت أبحاث أخرى أن تأثير الاعلام والترويج الكبير الذي تقوم به شركات الأدوية هو ما أثر على المرضى بحيث أقنعوا أنفسهم أن هذا الدواء مفيد…
لكن لو تلاحظ صديقي مجرد الأعراض الخطيرة لهذه التي ذكرناها سابقا: الاسهال وجفاف العين وضبابية الرؤيا والضعف والتعب وضعف القدرة الجنسية وغيرها الكثير … هذه الأعراض نفسها لو شعرت بها ألا تسبب نفس هذه الأعراض الاكتئاب؟؟
10. رابعا-تأثيرها على المدى البعيد:
إذا كانت مضادات الاكتئاب تتطلب أسابيع كي يظهر مفعولها، ماهو تأثيرها على المدى البعيد؟؟ اذا بقيت تتناولها لمدة سنوات، هل ستشفى من الاكتئاب؟؟ماذا لو لم تتناول الدواء أصلا؟؟
سنة 1937 قام هوهمان بدراسة تتبع فيها مرضى الاكتئاب لمدة سبع سنوات، وجد أن 15% فقط من المصابين تحول لهم الاكتئاب إلى مرض مزمن الباقي كلهم أي 85% تعافوا من الاكتئاب…
سنة 1973 في دراسة قام بهاالألماني فان شاين حول 94 مصاب بالاكتئاب، وجد أنه بعد مدة طويلة من تناول مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، يزداد تعرض المرضى لنوبات الاكتئاب من حيث الحدة والمدة، ومنها استخلص شاين أن مضادات الاكتئاب تحول نوبات الاكتئاب التي تصيب الانسان في مرحلة من حياته وتزول من مرض عارض وطارئ إلى مرض مزمن…
سنة 1992 قام باحثون من منظمةالوطنية للصحة العقلية الأمريكية بدراسة مختلف طرق العلاج من العلاج السلوكي المعرفي وأدوية مضادة للاكتئاب والبلاسيبو وجد أنه بعد 18 شهر من العلاج، كانت احتمالية عودة الاكتئاب أو انتكاسة المرض هي الأعلى لدى المصابين الذي تناولوا الدواء وقدرت بنسة 50 بالمئة، يعني أن 50% ممن تناولو الدواء عاد لهم الاكتئاب بعد أن شفوا…
سنة 1995 قامت نفس المنظمة بدراسة تم فيها تتبع مصابين بالاكتئاب لمدة 6 سنوات وقسموا لمجموعتين: مجموعة تناولت الادوية والمجموعة الأخرى بدون أي علاج، بعد ست سنوات وجد المجموعة التي لم تأخذ أي علاج 9.8% منهم توقفوا عن أداء مهامهم بسبب المرض، بينما توقف 32.3% ممن كانوا يتناولون الدواء عن أداء مهامهم وأشغالهم، و1.3% ممن لم يأخذوا أي علاج أصيبوا باعاقات جعلتهم ينعزلون عن العالم ويخسرون كل علاقاتهم بينما أصيب 8.6% ممن تناولوا الأدوية بإعاقات …
سنة 1998 قامت منظمة الصحة العالمية بتتبع 740 شخص في 15 مدينة حول العالم لمدة 18 شهر، لتدرس تأثير تشخيص الاكتئاب والمعالجة المبكرة للمرض، وافترض الباحثون أن المكتئبين الذين حصلوا على تشخيص مبكر للمرض وأخذوا العلاج بمضادات الاكتئاب تكون نتيجتهم أفضل على المدى البعيد لكن نتائج الدراسة كانت العكس تماما وجدوا أن المرضى الذين لم يحصلو على أي علاج تعرضوا لنوبات اكتئاب أقل وحالتهم المزاجية كانت أفضل على عكس الذين تحصلوا على علاج بالدواء …
دراسات عديدة تبعتها حصلت على نفس النتائج آخرها دراسة سنة 2012 وجد أن المصابين الذين يتناولون الدواء لديهم قابلية أعلى للانتكاسة وعودة اصابتهم بالاكتئاب بعد التوقف عن تناول الدواء من الأشخاص الذين تناولوا البلاسيبو واستخلصت الدراسة أن مضادات الاكتئاب ضررها أكثر من نفعها، ودراسة سنة 2017 خلصت أن الأشخاص الذين يتناولون هذه الأدوية بعد تسع سنوات معرضون لنوبات اكتئاب حادة جدا مقارنة بغيرهم، ودراسة أخيرة سنة 2018من جامعة زيوريخ تتبعوا أشخاص لمدة 30 سنة وجدوا أن من تناولوا مضادات الاكتئاب لفترة في هذه المدة عانوا من نوبات اكتئاب أكثر حدة بعد ثلاثين سنة … (لطول المقال لم أعرض كل الدراسات…)
الآن قد يخطر في بالك مجموعة من الأسئلة، كيف تم قبول هذا الدواء؟؟ ولماذا يكتبه الأطباء إذا كان غير فعال وله أضرار كبيرة؟؟ وهل توجد دراسات تثبت فعالية الدواء؟؟ سأجيبك باختصار على استفساراتك…
أي دواء كي يتم قبوله وعرضه في السوق عليه أن يخضع لدراسات اكلينيكية ويتم الموافقة عليه من منظمة الغذاء والدواء لأي بلد، وهي FDA”منظمة الغذاء والدواء الأمريكية” في حالة أمريكا كونها تمتلك أكبر الشركات للدواء، قديما كانت الحكومة هي من تمول الدراسات الاكلينيكية للادوية ويشرف على هذه الدراسات باحثون مستقلون، لكن منذ حصلت أزمات اقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية في الثمانينات رفعت الحكومة تمويلها وصارت هذه الدراسات ممولة من طرف شركات الأدوية…
شركات الأدوية غايتها الأولى والرئيسية هي الأرباح ولها سلطة سياسية قوية وتأثير كبير على السياسيين، وتضع أيديها على كل المجال الطبي وتؤثر في سيرورة الأبحاث …
سنة 2008 قام باحثون بجمع كل الدراسات التي عرضت على منظمة الغذاء والدواء الأمريكية منها التي نشرت ومنها لم تنشر بعد، وجد أنه من بين 74 دراسة عرضت على هذه المنظمة حول مضادات الاكتئاب 31% منها لم يتم نشرها، ووجد أن شروط قبول الدراسات كان يتعلق بنتيجة الأخيرة، الدراسات التي نتائجها سلبية حول مضادات الاكتئاب لم تعرض، أو عرضت بحيث يتم تغيير النتائج لتبدو إيجابية، ونشرت الدراسات التي نتائجها ايجابية فقط، هذا البحث بيّن الانحياز الواضح لمنظمة الغذاء
والدواء الأميريكية وتواطئها مع شركات الأدوية… أما بخصوص طبيبك، لماذا يعطيك الطبيب الدواء إذا كان ليس له فائدة؟؟، ببساطة لأن الطبيب لا يعلم هذا، حتى المختصين… قد يعرف الطبيب بعض الأعراض الجانبية للدواء لكن تم برمجته من الدراسة الأكاديمية على بروتوكول عليه اتباعه…
سنة 2014 نشرت دراسة يابانية الصراع القائم في الطب النفسي حول الأرباح، وبينت الدراسة كيف تتحكم شركات الأدوية بالأنظمة التعليمية للأطباء، وتمول أساتذة الطب ليكتبوا البروتوكولات والأدلة والكتب الطبية ويروجوا لأدويتهم، كذلك بينت الدراسة التأثير الكبير لشركات الأدوية على الدراسات الاكلينيكية والمشرفين عليها والتحيز الواضح للمشرفين عليها ليدعموا الأدوية، هذا يفسر غياب تعلم أساليب الوقاية والتغذية ونظام الحياة في الأنظمة الطبية والتركيز فقط على وصف الدواء للمرضى لتحقيق الأرباح فالأطباء هم وسيلة فقط لهذه الأنظمة الفاسدة لتحقيق غاياتهم…
وكما بينبحث نشرته مجلة BMJ الشهيرة، مضادات الاكتئاب تمثل الإوزة الذهبية لشركات الأدوية: غير قابل للعلاج، متوفر، طويل الأمد، ويحتاج العديد من الأدوية … هكذا ترى شركات الأدوية المصابين بالاكتئاب، سوق مفتوحة ومستهلك وزبون دائم، لهذا ستستعمل كل الوسائل التي لديها لتحافظ على هذا المصدر القوي والزبون الدائم لها…
كنت سأفصل أكثر في ألاعيب هذه الشركات لكن المقال طويل جدا، ربما في مواضيع قائمة أعرض هذه الأبحاث، إذا كنت تقرأ هذا المقال وتستعمل هذه الأدوية أو كنت محتار أتستعملها أم لا، أريد أخبرك شيء أخير وأنفتح لك، أنا عانيت من اكتئاب لمدة خمس سنوات ولم أكن أعرف حتى أنه اكتئاب، عانيت من أفكار انتحارية لسنوات لكن الشيء الذي أمتن عليه كثيرا أني لم أتناول هذه السموم، وأني عالجت اكتئاب حاد بنفسي بتغيير نظام حياتي والنظرة التي أرى بها العالم والتي أشاركها معك في هذه المدونة ومادام أنا استطعت فعل أنت أيضا تستطيع هذا…
ملاحظة: روابط كل الدراسات المذكورة مرفقة في المقال بالخط العريض، انقر عليها للاطلاع على الدراسات…
مصادر استعنت بها للاطلاع أكثر:
11. كتب:
Let Them Eat Prozac: The Unhealthy Relationship Between the Pharmaceutical Industry and Depression …by David Heally
The Truth About the Drug Companies: How They Deceive Us and What to Do About It…by Marica Angell
12. أفلام وثائقية:
(Overpill (2017*-
Big pharma big money (2015)*-
Health for sale (2007)*-
Why drug industry has to change*-
Making A Killing: The Untold Story Of Psychotropic Drug*-
– *مرضى نفسيون ضحايا تجارب صناعة الأدوية -وثائقية دي دبليو- وثائقي أدوية
Comments 2