لكن مالتفسير العلمي لتلك الومضات؟
تجتمع أحجام هائلة من السحب قرب بعضها ثم تنزل الجزيئات ذات الوزن الثقيل والتي اشارتها سالبة الى أسفل السحابة بينما تصعد الجزيئات الخفيفة والموجبة لأعلى السحاب، بعد التجمع الهائل للجزيئات السالبة اسفل السحابة ينشأ حقل كهربائي بينها وبين والأرض فتجذب تلك الجزيئات السالبة نظيراتها الموجبة على مستوى الأرض وتقوم بابعاد شقيقاتها السالبة في الأرض حسب مبدأ التنافر …
لتنطلق الالكترونات من السحب الى الأرض “من الجزيئات السالبة الى الموجبة” بسرعة الضوء بقوة كهربائية هائلة تقدر بملايين الفولطات وكمية حرارة تقدر ب25000 درجة مئوية أي أكثر ثلاث مرات من الحرارة على سطح الشمس في عملية تسمى بالتفريغ الكهربائي “discharge” … تحدث ظاهرة البرق في الثانية الواحدة حوالي 100 مرة في كوكبنا، وتتسبب في قتل أكثر من مئة شخص في الولايات المتحدة سنويا و خسائر كبيرة على مستوى المدن خاصة البنايات الضخمة والعالية من خلال تحطيم البنى التحتية والأجهزة الكهربائية
فكيف يمكن حماية المباني من هذا الكم الهائل من الطاقة المدمرة في الصواعق؟؟
لا يمكن بأي حال أن يتم صد ومقاومة كل هذه القوة لهذا يتم توزيعها و”نقلها” عبر نظام يسمى “lightning rods” وهو عبارة عن قضيب من نحاس ذو ناقلية عالية جدا ومقاومة تكاد تنعدم يتم وضعه في أعلى منطقة على سطح المبنى وربطه بنظام من الأسلاك حتى عمق معين تحت الأرض وبالتالي عندما تصيب الصاعقة المبنى تختار النظام الأقل المقاومة وتهبط بسلام عبر هذا النظام دون ان تسبب أي ضرر للمبنى اذن يتعلق مقدار الضرر الذي يسببه البرق بمقاومة الجسم لهذه القوة فكلما زادت المقاومة للتيار زاد الضرر.
ماذا يمكن للصواعق أن تعلمنا؟
إنّ الطبيعة تأبى دائما الا أن تكون ذلك النموذج للأستاذ القاسي لتعطينا دروس قيمة في فن التعامل مع الواقع والحياة، ان الطريقة التي ننظر بها للواقع والأفكار التي ننسجها لتعريفه تحدد مشاعرنا لتكون هي البوصلة التي تدلنا عن مسايرتنا السليمة مع الظروف، فمشاعر الألم والحزن والخوف والاكتئاب هي نتائج للرفض الذي ننتجه للواقع، تلك الأسئلة التي نخاطب بها أنفسنا لماذا أنا؟؟ لماذا يحدث كل هذا لي؟؟ مالذي فعلته حتى يحصل كل هذا؟؟ أنا لا استحق كل هذا؟؟ لن أسمح بحدوث هذا … لنجعلها كجدار يسد كل مشاعرنا ويمنعها من المرور فتتعفن المشاعر داخلنا وتنتج الكبت والألم الذي لا نفهم مصدره، يقول ايكارت تول في كتابه قوة الآن ” ان الألم الذي تخلقه الآن هو دائما أحد أشكال عدم التقبل، و احد الأشكال الغير واعية لمقاومتك لما يحدث الآن” ليأتي الدين ويعلمنا احد أهم الدروس في التعامل مع الظروف وهو “الرضى” ان الرضى هو التقبل التام لما يحدث وتجنب أي مقاومة أو رفض داخلي لمشيئة الله كي تمر أي مشاعر بسرعة ولا تخلق أي آلام نفسية مستديمة والتي قد تتطور لتصبح، ونفهم المعنى الحقيقي للسماح والتسامح هو ان تسمح للأمور أن تحدث كما هي مقدرة وأن تكون مراقبا دون أي أحكام مسبقة هذا سيجعلها اقل وطئا وأسرع مرورا وتتعلم الميكانيزم الذي يعمل به ذهنك في تسيير الأفكار …
أما اذا كنت تخاف أن تصيبك صاعقة يا صديقي فأنصحك بتناول بذور اليقطين وهي طبعا لن تحميك من الموت لكنها تعتبر أغنى عنصر في الطبيعة بالنحاس هذا سيجعل ناقليتك أعلى وبالتالي قد تحول بين تحولك لقطعة نقانق تم نسيانها على الجمر.