Table of Contents
هل تساءلت يوما إلى أين يمكن أن يصل الذكاء الاصطناعي؟؟ وهل يمكن أن يسيطر علينا؟
1. قصّة:
“هاااي
سيري”
“هاااي”
تنبهر من رد الهاتف وتتحمس وتجيبه” يا عيني”
ينظر إليك والدك مشفقا على حالك ويقول: يا غبي ألن تجد عملا يلهيك عن هذا الهاتف الذي تعتكفه؟، جيل هذا الزمان أفسدته التكنولوجيا يوما ما ستتعفن رؤوسكم بهذه العلب التي تحملونها عندما كنت في سنك كنت أحمل مسؤولية بيت… يواصل والدك حديثه عن بطولاته وبطولات أجداده على ضوء الشموع والألواح الخشبية والزمن الجميل …
لكن يبقى استغرابك قائما كيف أنه لا يرى ما فعلته التكنلوجيا من تسهيلات في هذا العصر وكيف أنهم كانوا يعيشون في العصر الحجري بل تستغرب حتى كيف كانت الحياة قائمة من دون هواتف وانترنت، فتكنولوجيا مثل هذه تستحق أن تبيع كليتك من أجلها …
تودع سيري وتتمنى لها ليلة سعيدة وتبادلك هي المجاملات بدورها وتنام…
تستيقظ فجأة لتجد نفسك قد أصبحت مخترعا شهيرا وفي ندوة صحفية لك بعد أن عرضت أول روبوت مشابه ومطابق للإنسان تعرضت لهجوم كبير من الإعلاميين عن التهديد الذي سيشكله اختراعك على الانسانية والعالم فماذا لو أصبحت هذه الروبوتات واعية وأخذت حريتها وقررت أن تحاربنا؟!!
تبتسم أمام الصحفيين وتنادي الفتاة الجميلة بقربك (سيري) وتأمرها أن تحضر الروبوت “قدور122 آس” الذي سميته على جدك وتخاطبه “هااي” قدور فيرد مرحبا سيدي فينبهر الجمهور من درجة تشابهكما وكأنكما توأم حقيقي وتقول بثقة أنه يستحيل على الروبوتات أن تتجاوز الانسان، وتعطيهم تحد بحيث يدخل مجموعة من الناس قاعة لا يعرفون من الروبوت ومن أنت ويحمل أحدهم سلاحا وبعد إجراء نقاش معكما يقررون من الروبوت ومن أنت ويطلقون النار على من يظنون أنه الروبوت …
تنهي التجربة ثم تجلس مع قدور في نفس الطاولة وتلاحظ كيف يتناقش الحكام أمامكم بعد أن ينتهوا تتفاجأ أن الجميع ينظرون إليك ويصوب أحدهم المسدس نحوك وينظر قدور إليك بخبث ثم تأتيك رصاصة مباشرة بين عينيك فتستيقظ مفزوعا من الكابوس الذي رأيته تلك الليلة…
2. الانسان في مواجهة الآلة:
سنة1997 وافق لاعب الشطرنج الشهير غاري كاسباروف على تحد مواجهة كمبيوتر في ست جولات، كاسباروف الذي قال عنه البعض أنه أفضل لاعب في تاريخ اللعبة، قد برزت موهبته منذ سن صغير وحطم العديد من الأرقام القياسية وتربع على عرش الشطرنج لأكثر من عقد من الزمن.
اعتقد الجميع أنه لا يمكن للحواسيب أن تتجاوز ذكاء الانسان وأنه كون حاسوب يلعب الشطرنج تم برمجته من طرف إنسان فيستحيل على الحاسوب ان يتفوق عليه، ليحقق البرنامج deep blue المعجزة ويتغلب الحاسوب لأول مرة على الانسان بعد هزيمة كاسباروف في مبارتين وتعادله في مباراتين وفوز كاسباروف في المباراة الأولى فقط، خرج كاسباروف منزعجا جدا ظنا منه أن أحدا يساعد الحاسوب في إيجاد الحركات خاصة بعد تفوقه في المباراة الأولى لكنه لم يكن يعلم أن البرنامج كان يخضع لتحسينات بعد كل جولة وأنّ الكمبيوتر كان يتعلم من أخطائه بعد كل مباراة ليستطيع في وقت قياسي التغلب على أذكى إنسان في الشطرنج…
فاجأت هذه المباريات العالم وحصلت على انتباه الصحف العالمية وقنوات الأخبار بعنوان تفوق الآلة لأول مرة على الانسان وعلى المستقبل الذي ينتظرنا وطرحت تساؤلات فلسفية حول هل يمكن أن نخترع روبوتات مطابقة للإنسان؟؟!! ومالفرق الذي سيكون بيننا وبينها؟!!
3. تاريخ الحواسيب:
واجهت القوات البريطانية مشكلة كبيرة أثناء الحرب العالمية الثانية في فك شفرات الألمان واتصالاتهم لمعرفة خططهم ومكان تواجدهم حيث استعمل الألمان الآلة المسماة ب (الاينيغما) وهي عبارة عن لوحة مفاتيح ترمز الأزرار فيها إلى حروف مغايرة ويتغير الحروف المعبر عنها كل مرة، كان الألمان بارعون جدا في إخفاء معلوماتهم حتى جاء الرجل الذي يقال أنه ساهم في تقليص الحرب لسنتين وأنقذ حوالي 14 مليون شخص باختراعه، إنه آلان تورينغ المخترع والعالم الرياضي والفيلسوف الذي يعتبر أحد أهم المؤسسين لعلم الكمبيوتر بعد
اختراعه لجهاز ميكانيكي كهربائي سماه (البومب) كي يفك شفرة الالمان، يقوم بملايير العمليات كي يخرج الكلمات المنطقية من الشفرات وبالتالي استطاعوا فك تلك الشفرات…
تطورت تلك التقنية بعدها كي تتواجد الحواسيب التي نستعملها الآن بنفس المبادئ التي تم وضعها في جهاز “البومب”، كما توقع تورينغ أن تصل هذه الآلات إلى التفكير واتخاذ قرارات ذكية ووضع اختبار مسمى ب turing test:
بحيث يقول تورينغ أنه إذا لم تستطع التفريق في محادثة عن طريق الرسائل بين الكمبيوتر والانسان هنا نقول عن الكمبيوتر أنه ذكي …
أصبحت الآن هذا الاختبارات متاحا بين أيدينا من خلال تطبيق (للآيفون) أنت تخاطبه ويجيبك ويقوم بتنفيذ أوامر ويمكن أن نتنبأ أنها ستتطور في العشرين إلى ثلاثين سنة القادمة حتى تصل لمستوى تكوين صداقة معنا بحيث نشاركها حواراتنا وآرائنا ومفاهيمنا عن الحياة …
4. الذكاء الاصطناعي:
يطلق مصطلح singularity على الآلات ذات الذكاء الخارق أو الممتاز بحيث يمكنها أن تتعلم من أخطائها وتولد المعرفة التراكمية من خلال التفاعل مع المعلومات وتخزينها وتطويرها تماما مثلما يفعل الذكاء الاصطناعي الآن، ويشبه العلماء هذا بما يحدث لدى الطفل الصغير في بدايات اكتشافه للعالم حتى تصل لمستوى أين يمكنها تحديد أهدافها وإرادتها، وقد حذر العديد من العلماء والمخترعين منهم آلان ماسك بحيث يقول “الذكاء الصناعي لا يحتاج أن يكون شريرا كي يدمر الانسانية، إذا كان للذكاء الصناعي هدف ووقف الانسان في طريقه فسيدمره …”
يطرح دان براون في روايته الأصل فكرة الكمبيوتر العملاق الذكي الذي يستطيع الوصول لأي معلومة وقيادة بطل الرواية لانغدون وحتى التلاعب به والتلاعب بقاتل مخترعه، ماذا لو تمكنا الوصول لهذه التكنولوجيا من الذكاء الاصطناعي ألن تكون الانسانية قد حكمت على نفسها بالإعدام؟؟ ماذا لو وكلنا لهذه التكنولوجيا مهمة حماية الأرض من التلوث والاختباس الحراري وحماية الحياة عليها ألن تصل هذه الآلات إلى ضرورة اختفائنا من على الكوكب ؟!! وبعد أن نخترع كمبيوترات وروبوتات تتعلم من أخطائها وتغير برمجتها بنفسها ستصل إلى ذكاء يخولها التفكير باستقلالية ألن ترانا من دون فائدة؟!!!
والذي يحيرني فعلا أنه بعد تطور ألعاب الفيديو غايمز وابتكارنا لتحاكي مطابق للواقع وقدرتنا على اختراع روبوتات ذكية قد تصل يوما ما إلى الوعي ألا يمكن أن واقعنا هذا أصلا مجرد محاكاة وأننا مجرد برمجة لكمبيوتر عملاق؟!! الاجابة هنا