لا تخلو العلاقات اليومية مع الأشخاص المحيطين بنا من تعاملات متوتّرة يكون الابتزاز العاطفي أبرزها، فماهو الابتزاز العاطفي؟؟ وماهي أشهر الشخصيات التي تتعامل به؟؟
يتلاعب بك المبتزّ كقطعة شطرنج:
رغم التطور العلمي الحاصل والتكنولوجيا التي يشهدها عصرنا في مجال الألعاب ومحاكاة الواقع والتي لا تكاد تميزها بين الحقيقة والافتراض للدقة والجودة والإتقان بقيت الشطرنج تكتسح العالم منذ 1500 سنة كأفضل رياضة عقلية يمارسها مئات ملايين البشر في كل الدول وأكثر رياضة تم نشر الكتب التعليمية لها
من بين أهم المبادئ في اللعبة والتي يجب على كل مبتدئ تعلمها وإتقانها هي تقنية “التسمير” كما تشاهد في الصورة الحصان في موقف محرج يغطي على الملك من التهديد الذي يشكله الوزير، لا يستطيع التحرك وإلا أصبح الملك غير محمي وهو أهم قطعة في الرقعة وفي نفس الوقت لا يستطيع الحصان الهروب والنجاة بنفسه من هجوم الوزير وسيخرج من اللعبة…
![]() |
تسمير الحصان |
كثيرا ما نقع في حياتنا في ظروف مشابهة يتم تسميرنا فيها ونلعب نفس دور الحصان بل وحتى صارت أسلوب نستعمله للتحكم والتلاعب والسيطرة على غيرنا،
صرنا محترفين في استعمال المعطيات التي لدينا على غيرنا وتحريكها كقطع شطرنج في رقعة الحياة وهو ما يسميه علماء النفس ب”الابتزاز العاطفي“…
صرنا محترفين في استعمال المعطيات التي لدينا على غيرنا وتحريكها كقطع شطرنج في رقعة الحياة وهو ما يسميه علماء النفس ب”الابتزاز العاطفي“…
تعرف الدكتورة سوزان فورورد الكاتبة والاستشارية النفسية صاحبة كتاب “الابتزاز العاطفي”الشعورب:
هو أحد الأشكال الفعالة للتلاعب والذي يهددنا فيه الأشخاص المقربون منا سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ليعاقبونا إذا لم نفعل ما يريدونه وفي قلب أي نوع من أنواع الابتزاز تهديد أساسي واحد يمكن التعبير عنه بطرق مختلفة … أما الابتزاز العاطفي فله تأثير شخصي وحميمي فالمبتزون عاطفيا يعرفون مدى تقديرنا لعلاقتنا بهم ويعرفون نقاط ضعفنا ويعرفون في كثير من الأحيان أعمق أسرارنا وبغض النظر عن مقدار اهتمامهم بنا فعندما يشعرون بأنهم لن يحصلوا على ما يريدون يستخدمون معرفتهم الحميمة لتشكيل التهديدات التي تعطيهم النتيجة التي يريدونها ألا وهي امتثالنا لرغباتهم…”
يظهر الابتزاز العاطفي كما بينت سوزان في أربع شخصيات رئيسية هي:
شخصيات المبتزين عاطفيا:
المعاقب:
![]() |
المعاقب |
وهو أكثر الشخصيات وضوحا بحيث يكون صريح في ابتزازه بالتهديد إذا لم تفعل كذا فسوف… إذا لم تذهب معي فسأهجرك… وكثيرا ما نسمع في مجتمعنا مصطلح “نخسرك” كابتزاز صريح فهو يخبرنا بما يريد بالتحديد والعواقب التي تواجهنا إذا لم نستسلم له…
المعاقب للذات:
![]() |
المعاقب للذات |
يحول التهديدات إلى نفسه بحيث إذا لم تنصاع لأوامره فسيؤذي نفسه أو يعيش في حزن أو كآبة أو يحطم حياته أو يخسر وظيفته أو يجن وقد تصل حتى إلى التهديد بقتل نفسه…
وسائل المبتزين عاطفيا:
يستعمل هؤلاء الأربعة والتي قد تجدها مجتمعة في شخص واحد وسائل كي يقوموا بإخضاعك ويلعبون أدوارهم على ثلاث نقاط ضعف رئيسية فيك:
أولها “الخوف”
بحيث خوفك من خسارة العلاقة أو الوظيفة أو حتى الصورة الطيبة لك وعدم استقرارك النفسي أو المادي يجعلك فريسة سهلة يتم التلاعب بها …
ثانيا:”الشعور بالذنب“
الذي يحملك مسؤولية المعاناة والألم الذي يعيشه المبتز والضمير الذي يخنقك إذا لم تقم بمساعدته …
ثالثا: “الالتزام“
وهي أن يغمرك بالخدمات والهدايا بحيث تصل لمرحلة أنك مدين له وملتزم بأن ترد له جميله ويفرض عليك بعدها أمور قد تكون أحيانا مخالفة لمبادئك وتصبح بين المطرقة والسندان…
تتعدد الوسائل التي يستخدمها المبتز لكن أقواها وأكثرها إخضاعا هو الذي يستعمل الدين للوصول لأهدافه يستغل أكثر نقطة يبجلها الناس للتلاعب بهم ويخبرهم
بأنهم إذا لم يتبعوه فثم غضب الله وعن طريق غير مباشر يبين بأن رضاه من رضى الله وسخطه من سخط الله والتي يستعملها الآباء مع أبنائهم إذا لم تدخل الكلية كذا فلن أرضى عنك ولن تفلح في الدنيا والآخرة ويستعملها رجال الدين إذا لم تتبع ذاك المنهج فأنت من أهل النار …
بأنهم إذا لم يتبعوه فثم غضب الله وعن طريق غير مباشر يبين بأن رضاه من رضى الله وسخطه من سخط الله والتي يستعملها الآباء مع أبنائهم إذا لم تدخل الكلية كذا فلن أرضى عنك ولن تفلح في الدنيا والآخرة ويستعملها رجال الدين إذا لم تتبع ذاك المنهج فأنت من أهل النار …
Comments 1